لم يكن حظ القائمين علي تنفيذ التشطيبات النهائية لمتحف الحضارة بالفسطاط جيداً بالأمس عندما قام فاروق حسني وزير الثقافة بجولة تفقدية بالمتحف الذي علي رغم ضخامته لم يمنع الوزير من التدقيق في التفاصيل الصغيرة للغاية طالباً العناية بها بشكل أفضل سواء من حيث اللون أو التصميم أو "الفينش". ملاحظات الوزير لم تخف اعجابه بالإنجاز الذي تحقق وأسفر عن بناء واحد من أهم وأكبر متاحف الحضارة في العالم. بل إنه -حسب كلام الوزير- يتجاوز فكرة المتحف الذي يكتفي بعرض المقتنيات. إلي فكرة المؤسسة الثقافية العلمية التي تضم مسرحاً للأنشطة الثقافية. وقاعات للندوات والمحاضرات. ومراسم للأطفال. ومعامل ترميم. ومخازن وغيرها. وفضلاً عن ذلك فهناك أماكن للترفيه علي شاطيء بحيرة عين الصيرة التي تم ضمها للمتحف حيث ستعاد صياغتها لتقوم علي شاطئها كافيتيريات ومطاعم وبازارات ومكتبات. المتحف الذي سيضم 50 ألف قطعة أثرية تحكي في تسلسل قصة الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتي الآن. سيكون -حسبما أكد فاروق حسني وزير الثقافة- جاهزاً للافتتاح في سبتمبر 2011 في احتفالية عالمية كبري يدعي إليها الملوك والرؤساء والقادة من دول العالم المختلفة.. لذا فقد ألح الوزير في التأكيد علي الشركة المنفذة بأن الموعد في سبتمبر مشيراً إلي أن المسألة ليس فيها هزار. وقال الوزير إن المتحف مشروع قومي ودولي ويمثل تحدياً أكبر من كل التحديات ولذلك فقد تم الاتفاق علي موعد التسليم بشكل نهائي لايقبل التأجيل ساعة واحدة. وامعاناً في التأكيد علي الالتزام بموعد نهائي للافتتاح أعلن الوزير أنه سيتم البدء الأسبوع بعد القادم في نقل القطع الأثرية التي تم اختيارها لتوضع في الأماكن المخصصة لها في المتحف. أيضاً فقد انتهي المهندس الياباني من وضع سيناريو العرض والتصور الداخلي للمتحف ولم يتبق سوي بعض التشطيبات وزراعة الأشجار التي عرفها المصريون علي مدي تاريخهم في المداخل المؤدية للمتحف. وفرق الوزير بين فكرة متحف الحضارة وبين فكرة المتحف المصري الجديد الذي يتم انشاؤه علي الهضبة المواجهة لهضبة الأهرامات حيث أوضح أن المتحف المصري الجديد سيكون أضخم متحف في العالم للآثار الفرعونية. أما متحف الحضارة فسوف يضم آثاراً تمثل حضارة مصر في العصور المختلفة: ما قبل التاريخ. الفرعوني. اليوناني الروماني. القبطي. الإسلامي. التاريخ الحديث. التاريخ المعاصر. متحف الحضارة يصارع الزمن حتي يفتتح في موعده المقرر.. وأكيد سيلحق فلم يعد "فاضل علي الحلو سوي زقة"!