كشفت نيابة أمن الدولة العليا عن وقائع جديدة في قضية الجاسوس المصري الجديد طارق عبدالرازق عيسي حسن المتهم بالتخابر مع المخابرات الاسرائيلية فقد تم القبض عليه في مطار القاهرة أثناء استعداده للسفر إلي الصين يوم أول أغسطس الماضي داخل صالة الترانزيت بمعرفة ضباط المخابرات المصرية وفي وجود المستشار طاهر الخولي المحامي العام للنيابة الذي حضر عملية ضبط المتهم المذكور.. وكان مقررا سفره علي احدي طائرات مصر للطيران المتجهة إلي الصين في الثامنة مساء ذلك اليوم. وأن المتهم طارق فوجيء بعملية القبض عليه وعندما تعرف علي شخصية ضباط المخابرات انهار وأصبح في حالة يرثي لها من الهلع الذي أصابه أثناء عملية الضبط.. وتم نقله إلي جهاز المخابرات للتحقيق معه واستكمال محاضر التحريات الخاصة به وبقي هناك لعدة أيام حيث اعترف بدوره في الاتصال برجال المخابرات الاسرائيلية. ثم أحيل إلي نيابة أمن الدولة العليا التي بدأت التحقيق معه واعترف بكل تفاصيل جريمته تحت إشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول وبمتابعة دقيقة من المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام الذي كان علي دراية كاملة بكافة تفاصيل التحقيقات في هذه القضية وقبل القبض علي المتهم بأيام قليلة وفي أثناء وجوده في زيارته الأخيرة لمصر. وكشفت النيابة أيضا أنه متزوج من سيدة صينية ويعيش معها في محل إقامته باحدي مقاطعات هونج كونج ليحصل علي حق الهجرة وانه هاجر إلي هناك بعدما فشل في الحصول علي فرصة عمل مناسبة في مصر حيث إن مؤهله دبلوم معهد فني صناعي. كما كشفت النيابة أن الشركة الصينية التي أنشأها للاستيراد والتصدير كانت بتمويل من الموساد الاسرائيلي لكي تكون ستارا لنشاطه المشبوه وكان يحصل علي مرتب شهري قدره 800 دولار بالاضافة إلي مكافأة قدرها 2000 دولار عن كل مرحلة يقدم فيها معلومات جديدة لرجال المخابرات الاسرائيلية ايدي موشيه وجوزيف ديمور وشخص يدعي أبوفادي من رجال الموساد الموجودين في سوريا. كما كشفت النيابة أن المتهم كان يحتفظ بمجموعة من دفاتر البلوك نوت التي تبدو في شكلها الظاهري دفاتر عادية لا تثير أي شبهة ومن تلك التي يتم بيعها في الأسواق.. وأن المتهم كان يدون كافة ملاحظاته والمعلومات التي حصل عليها فيها ويكتبه بقلم معين تسلمه من رجال المخابرات الاسرائيلية. وأن المتهم كان يرسل تلك المعلومات إلي رجال الموساد عبر البريد الاليكتروني الخاص به. وقد تسلم منهم أيضا مادة كيميائية حديثة يقوم بوضعها علي الأوراق التي كتبها فتظهر له كافة المعلومات السرية التي كتبها. وكشفت النيابة أن هذه المادة تعد بديلا للحبر السري المعروف قديما. كما كشفت النيابة عن وجود معدات التجسس وهي عبارة عن الكمبيوتر المحمول المشفر صعب الاختراق.. وأن المتهم لم يحتفظ بأمواله في البنوك.. ولم يكن له حسابات بها. وتوقعت مصادر قضائية أن تبدأ محكمة أمن الدولة العليا طواريء دائرة عابدين في محاكمة الجاسوس المصري الجديد طارق عبدالرازق عيسي حسن خلال شهر يناير القادم بعد أن تتسلم محكمة استئناف القاهرة الأسبوع القادم أوراق القضية من نيابة أمن الدولة العليا. ويواجه المتهم في هذه القضية حضوريا عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة لوجوده داخل السجن حاليا حيث إنه محبوس احتياطيا أما عضوا الموساد إيدي موشيه وجوزيف ديمور فسيتم صدور الحكم ضدهما غيابيا لعدم حضورهما بالطبع للقضية وعدم القبض عليهما. من ناحية أخري أكد مصدر قضائي أن المتهم الأول طارق عبدالرازق نجح فعلا في تجنيد شخص سوري يعمل في أحد الأماكن الهامة وحصل منه علي معلومات سرية عن الأوضاع في سوريا. وكان من شأن تلك المعلومات أنه تم فعلا رصد تحركات أحد هؤلاء الضباط وتم مهاجمته في احد الأماكن وقد أصيب إصابات بالغة كادت تودي بحياته وأن الشخص السوري الذي تم تجنيده تم القبض عليه في دمشق بمعرفة المخابرات السورية وتجري محاكمته حاليا هناك.