بعيداً عن أي خطوات تصعيدية أو تصادمية تطل برأسها الآن في محاولة للتخويف أو الضغط.. وحتي يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتعلن نتائج الانتخابات الرئاسية رسمياً ويتقرر بشكل قاطع من هو رئيس مصر الجديد.. دعونا نقف امام أمر في غاية الخطورة وان بدا للبعض انه شكلي أو هامشي.. وهو حلف الرئيس لليمين القانونية. اذا اعلنت اللجنة العليا للانتخابات ان الفائز بالرئاسة هو الفريق أحمد شفيق.. فأعتقد انه لن تكون هناك مشكلة في حلف اليمين.. حيث سيؤديها امام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا بكامل اعضائها كما ينص الاعلان الدستوري المكمل. اما اذا اعلنت اللجنة ان الفائز هو د. محمد مرسي.. فسوف تكون المشكلة التي تنذر بالخطر.. الا اذا تم "لم" الموضوع كله وحله دون الدخول في صدام. اقول هذا بعد ان قرأت تصريحين في منتهي الغرابة والاستفزاز وايضا الخطورة: * الأول .. ان جماعة الإخوان المسلمين تدرس ان يؤدي مرسي طبعا اذا اصبح رئيسا اليمين القانونية امام "البرلمان" في مقره أو خارجه وليس امام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا لأن أداءه لليمين امام الجمعية يعد اعترافا منه بالإعلان الدستوري المكمل واقرارا بأن مجلس الشعب لم يعد قائما.. والأمران ترفضهما الجماعة. * الثاني .. جاء علي لسان د. محمود غزلان المتحدث الرسمي للجماعة وقال فيه ان هناك جدلا كبيرا حول مسألة حلف اليمين رغم انها مسألة "شكلية".. المهم هو اداء اليمين وفقط!! هنا .. تثور عدة اشكاليات: * أولا .. معني التصريحين ان جماعة الاخوان هي التي ستسير امور البلاد وان "الرئيس" لن يكون أكثر من منفذ لأوامر وتوجيهات الجماعة رغم ان مرسي نفي أكثر من مرة وبشكل قاطع خلال حملاته الانتخابية ولقاءاته التليفزيونية ان يكون الجماعة والحزب أي دور في الحكم والحكومة!! * ثانيا.. ان تأمر الجماعة "الرئيس" بألا ينفذ الإعلان الدستوري المكمل وحكم الدستورية الذي حل مجلس الشعب.. فإن معني ذلك ان "الرئيس" يبدأ حكمه بمخالفة الدستور والقانون.. وهي مخالفة خطيرة جداً يمكن ان نتحدث فيها وفي توابعها ومعانيها ومخاطرها في مجلدات وعلي مدي سنوات. * ثالثا .. ان حلف اليمين ليس مسألة "شكلية" كما يظن د. غزلان ولكن أمرا مفصليا هاما حيث لايستطيع الرئيس المنتخب ان يمارس مهام عمله كرئيس الا اذا ادي اليمين وفق ماينص عليه الدستور الذي هو هنا "الاعلان الدستوري الاول والمكمل".. وبالتالي لن يكون رئيسا ولن يستطيع حتي دخول مقر الرئاسة.. وسيصبح الرئيس بلا رئاسة والرئاسة بلا رئيس. الأمر جد خطير.. ويجب ان يعي د. مرسي هذا جيداً إذا اصبح هو الرئيس وألا تدس الجماعة أنفها في الحكم.. وإلا.. وإلا. حفظ الله مصر وشعبها.