وكأنها "فرّة" أصابت القطبين الكبيرين للكرة المصرية الأهلي والزمالك.. فرحل جوزيه وشحاتة في 24 ساعة. وبعد أن تأهل الفريقان إلي دوري دور الثمانية لبطولة الأندية الأفريقية.. وإذا كان الأهلي قد قبل رحيل جوزية لاسباب عديدة. منها انه اجنبي وان عقده قد انتهي. ولا سبيل لتجديده.. كان قبول مجلس الزمالك لاستقالة حسن شحاتة. ثم تراجعه عن هذا القرار انتظاراً لعودة رئيس النادي ممدوح عباس. فهو شيئ مستنكر جداً. ولم يكن مجلس الزمالك موفقاً من البداية بقبول الاستقالة. ولو لعدة ساعات. ثم التراجع عن القرار. بعد ان شعر اعضاء المجلس أنهم وقعوا في خطأ كبير.. وكبير جداً. فالاستقالة التي تقدم بها شحاتة جاءت لسبب تربوي. وهو حتمية معاقبة شيكابالا بشكل غير تقليدي. باعتبار ان خطأه كبير ولا يمكن أن يقف عند الغرامة المالية مهما كان حجمها.. لأن مثل هذا الخطأ. سوف يفقد الفريق الاستقرار والتماسك. مما لم يكن شيكابالا عبرة لغيره.. لذلك ادرك مجلس الزمالك خطأه الأكبر وهو القبول السريع لاستقالة شحاتة. والتي تعني ان اللاعب اصبح أكبر وأهم من المدير الفني.. ولا يهم في ذلك ان هذا المدير الفني هو ابن عظيم لنادي الزمالك. أو ان عطاءه وتاريخه عشرات الاضعاف لما قدمه اللاعب النجم.. وهذا في حد ذاته خطأ لم يكن ليغتفر لو استمر القرار دون مراجعة.. وأحسن رئيس النادي ممدوح عباس مع نائبه صبري سراج في تجميد القرار حتي جلسة جديدة يتم فيها فتح الملف من جديد.. وبعقول مفتوحة ونفوس هادئة. ولكن تبقي نقطة جوهرية في هذا الملف.. وهي أن اللاعب المحترف ذا القيمة التسويقية الكبيرة. لا يرمي بسهولة. فيفقد قيمته التي ستكون خسارة كبيرة علي ناديه.. ومن حق الكابتن حسن شحاتة ان يرفع سقف العقوبة إلي أقصي حد. إلا عقوبة طرد اللاعب من الفريق فيخسر النادي الكثير جداً.. بينما رواتب الجهاز الفني وصفقات اللاعبين الجدد. يتم تمويلها غالباً من بيع "مواهب" الفريق أو ما يمكن ان يطلق عليها "الجواهر" ولكن بالطبع ليس كل موهوب جوهرة. كما ان سلطة المدير الفني للمنتخب الوطني التي كان عليها الكابتن حسن شحاتة ليست نفسها سلطته كمدير فني في النادي.. ففي المنتخب يستطيع المدير الفني ان يستبعد لاعباً إلي ما شاء الله دون أن يسأله أحد لماذا؟.. اما في النادي. فالمسألة تتعلق بلوائح النادي والسلطة المقسومة بين المدير الفني ولجنة الكرة أو مجلس الإدارة.. وايضا الاعتبارات التسويقية التي تكون في الغالب سيدة الجميع.