* كلما اقترب البرتغالي مانويل جوزيه من الجماهير المصرية وصار قريباً من قلوبهم يسرع بإصرار إلي الوراء ويخرج بتصريحات بعيدة عن الروح الرياضية وأخلاق الفرسان. وعقب فوز الأهلي علي الملعب المالي في مباراة دراماتيكية لعبت بأعصاب الجميع صرح بأنه صاحب إنجازات هائلة وقام بتطوير الكرة المصرية وانه حقق بطولات لم يحققها الزمالك في تاريخه. وهو تصريح بكل تأكيد يثير الاستياء من الأهلاوية قبل الزملكاوية. لأنه كشف عن نفس مغرورة وشديدة الأنانية. وجوزيه بهذا التصريح الذي كان علي الهواء من قناة الأهلي أساء للأهلي كثيراً لأنه نسي أن أي إنجاز لا يتحقق بمجهود واحد. بل بكل المنظومة وأولها مجلس الإدارة الذي يوفر له "لبن العصفور" ويصرف الملايين من الدولارات واليوروهات والجنيهات وكذلك اللاعبون الذين يبذلون جهداً عبقرياً وأيضاً الجمهور الوفي .. وأتصور ان جوزيه ما كان سيصرح بهذه الأقاويل لو كان أبوتريكة اكتفي بتسجيل هدفين فقط في مرمي مالي وليس ثلاثة. وأظن أنه كان ساكتاً تماماً قبل ثلاث دقائق فقط من نهاية المباراة ولم يكن وقتها أبوتريكة قد سجل هدفه الثالث. أما بالنسبة للزمالك فما حققه جوزيه لا يساوي شيئاً بالنسبة لكل بطولات وتاريخ وإنجازات نادي الزمالك ولحسن حظه فقط انه جاء في وقت يعيش فيه الزمالك واحدة من أسوأ فتراته في تاريخه. لو كان جوزيه قد جاء وقت حسن عامر أو أبورجيلة أو أبوالفتوح أو الدالي أو كمال درويش ما كان قد استعرض كل هذه العضلات الوهمية. الذي يثير الاستياء ان مثل هذا التصريح غير الموفق بالمرة قد جاء في وقت يقف فيه الجمهوران الأحمر والأبيض صفاً واحداً ويتفاعلان معاً لتحقيق مصالح مشتركة بعد ان ابتعد التعصب قليلاً بين الطرفين. إلي الذين يقولون إن جوزيه لم يقصد ما قاله .. نقول عليكم ان توجهوه جيداً. لأن الكلام واضح تماماً ولا لبس فيه .. ولسانه حصانه. **** * مطلوب من الآن وصاعداً .. ان يلعب مجلسا إدارة الأهلي والزمالك دورهما في توعية الجماهير والتفاهم معهم قبل المواجهة الحتمية بين فريقي الناديين في دوري أبطال أفريقيا. وهي مباراة ستكون مرآة للعالم عن شكل مصر وروح شعبها بعد انتخاب الرئيس الجديد. فالاستعداد لهذا اللقاء ليس فقط هو إعداد للاعبين بل للجماهير أيضاً.