* لا يستطيع أحد من صناع السينما في العالم أو من نقادها أو من مبدعيها أن ينكر أن صناعة السينما الإيرانية قد حققت قفزة غير متوقعة ليس علي المستوي التجاري والمهني والفني فقط ولكن علي مستوي القيمة والوزن السينمائي والقوة في وجودها في المهرجانات العالمية وحصولها علي الجوائز رغم المواقف السياسية التي يأخذها البعض ضد إيران وتنعكس بالطبع علي التقدير الذي تستحقه هذه السينما. * لمن لا يعرف فإن تاريخ السينما الإيرانية يعود إلي ما يزيد علي قرن من الزمان وتم إنتاج أول فيلم إيراني عام 1930 وكان صامتاً وأول فيلم ناطق كان عام 1940 وشهدت السينما الإيرانية تطوراً متواصلاً ولم يؤثر فيها انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وهر فيها مجموعة من العناصر السينمائية الشابة التي جددت شبابها منها محسن مخملياف وإبراهيم حاتم كيا ومجيد مجيدي وأبوالفضل جليلي وعملوا مع كبار صناع السينما في الحقبات السابقة مثل كيارستمي وبمهرام بيضاني وداريوش مهرجوبي وسطع نجم مخرجات أيضاً مثل أخشان بني اعتماد ويوران درخشندة وتهمينة ميلاني.. وحققت السينما الإيرانية في عهد الحكم الإيراني بعد الثورة الإسلامية نجاحات عالمية. منها جائزة النمر الذهبي في مهرجان لوكارنو عام 97 عن فيلم "أبينة" أو "المرأة" وجائزة أفضل فيلم في مهرجان فيلم القارات الثلاث في نانت بفرنسا عام 96 عن فيلم قصة واقعية للمخرج أبوالفضل جليلي وجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان عام 95 عن فيلم البالون الأبيض وجائزة روبرتوروسوليني في مهرجان كان وجائزة فرانسوا تروفو لفيلم جيوفوني الإيطالي عام 92 وجائزة أفضل فيلم في نانت أيضاً عام 89 لفيلم الماء الرياح التراب وجائزة أفضل فيلم عام 85 عن فيلم الراكض وغيرها من الأفلام العديدة قد يكون آخرها فيلم الانفصال الذي حاز علي جائزة الجولدن كلوب وأكثر من جائزة أخري في كان. * ما أريد أن أطرحه هنا أمام الجمهور المصري وأمام السينمائيين المصريين الذين لم يحصلوا علي جوائز تذكر طوال السنوات الثلاثين الماضية ولم تصل أفلامهم إلي مرتبة الاحترام العالمي الذي حصلت عليه الأفلام الإيرانية والتي صنعت ومازالت تتصاعد في العالم وتجعل علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية يرفرف في المهرجانات.. صنعت في ل الحكم الإيراني الإسلامي الذي يوصف بالمتشدد.. ما أريد أن أطرحه هنا أن وصول التيار الإسلامي في مصر إلي الحكم وهو لن يكون أكثر تشدداً من حكم ريات الله لن يؤثر سلباً علي الإبداع السينمائي كما يدعي البعض وكل ما أتمناه فعلاً أن يكون هناك إبداع حقيقي يعلي قيمة السينما المصرية ويرفع راية مصر في المهرجانات الدولية وأن يخرج صناع السينما من الوكسة والخيبة والأفلام التجارية المتواضعة التي قدموها في عصر المخلوع مبارك.. وأن ينتبهوا إلي إبداع حقيقي قبل أن يصدعوا رءوس الناس بما يسمونه الخوف علي حرية الإبداع واصطناع معارك كلامية كلها "قعقة بلا طحن" وليتهم يصلون إلي ربع سمعة الأفلام الإيرانية عالمياً أو يقدموا أعمالاً عليها القيمة أولاً.