لماذا ينفرد الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان للرئاسة بالاستحواذ علي اهتمام المملكة العربية السعودية الشقيقة من خلال سفارتها بالقاهرة. وينفرد وحده بلقاء السفير أحمد بن عبدالعزيز قطان؟! ولماذا لا ألحقه ويكون لي هذا الشرف مثله وأقوم بزيارة السفير وأبلغه تحياتي إلي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتقديري لمواقفه تجاه جمهورية مصر العربية؟!. هكذا حدث الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح نفسه بعد أن قرأ خبر زيارة الدكتور مرسي للسفارة والالتقاء بالسفير.. ثم قام من فوره متجها للسفارة للاجابة علي السؤال عمليا وحتي لا يسبقه مرسي بنقطة في سباق الرئاسة ويتساوي معه كمرشح إسلامي. لقد انتقدت بالأمس في هذا المكان قيام الدكتور مرسي بزيارة السفارة السعودية هذه الأيام بالذات وبصفته مرشحا للرئاسة لا يليق به ولا بغيره من المرشحين ان يحجوا للسفارة السعودية لغرض في نفوسهم. السفارة السعودية وسفيرها علي العين والرأس ولا غضاضة علي أي مواطن مصري يزورها لسبب أو حتي لغير سبب في أي وقت.. لكن الغضاضة ان يقوم مرشحو الرئاسة بزيارتها ليخرج بعدها السفير أحمد قطان بتصريح يقول فيه ان المملكة العربية تقف علي مسافة متساوية من كافة مرشحي الرئاسة المصرية. لم تمر علي زيارة الدكتور مرسي للسفارة 24 ساعة حتي فوجئنا بأن الدكتور أبوالفتوح "هرول" هو الآخر إليها للالتقاء بالسفير وهو أمر أو تصرف ينقص من الرصيد السياسي والجماهيري لهما. ولو كانت هذه الزيارات تمت في ظروف أخري لما لفتت الانتباه لأنها لا تتعلق بأغراض معينة. لا أريد أن أربط بين هذه الزيارات وبين تقارير لمنظمات المجتمع المدني تؤكد حدوث العديد من التجاوزات في عمليات تصويت جماعي للمصريين في السعودية لمؤيدي التيارات الإسلامية واكتشاف مواطن مصري ذهب للادلاء بصوته ان شخصا آخر صوت بدلا منه. أقول: لا أريد ان اربط بين هذه التقارير وبين الزيارات الرئيسية للسفارة لأنني علي يقين ان المملكة الشقيقة تربأ بنفسها عن تصرفات تصمها بالتدخل في الشئون الداخلية لمصر وانه إذا كانت قد حدثت مثل هذه التجاوزات فهي بتأثيرات من المصريين انفسهم الموجودين بالمملكة. لكن السؤال: هل ننتظر زيارة مماثلة من الدكتور محمد سليم العوا المرشح ذي الخلفية الاسلامية للسفارة السعودية علي غرار ما فعل كل من الدكتور مرسي والدكتور ابوالفتوح وعلي اعتبار ان الظاهرة سوف تقتصر علي المرشحين الاسلاميين فقط؟ سؤال سوف نعرف اجابته إذا قام الدكتور العوا بالزيارة أو امتنع عنها. وسؤال آخر: هل يكسر أحد المرشحين من غير الاسلاميين هذا الاحتكار ويقوم بزيارة السفارة فربما يكون فيها شيء ما يدفعه خطوات في هذا السباق؟! ايضا سوف ننتظر الاجابة خلال ما تبقي من أيام علي موعد الانتخابات. أحيانا يضع الإنسان تصورا في نفسه لشخصيات عامة من خلال معلومات حصل عليها من وسائل الاعلام ومن خلال احاديث ومواقف للشخصية ساهمت في هذا التصور.. ثم يفاجأ بأن الصورة لم تكن مكتملة تماما وان الظلال اخفت جانبا مهما فيها جعلتها منقوصة!!