جمعة غريبة الاطوار وهادئة علي الصعيد الثوري تشهدها الإسكندرية لتتحول إلي جمعة الدعاية الانتخابية مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في منطقة حجر النوايته وعزبة محسن وشارع 45 بدأت عمليات توزيع الزيت والسمن والسكر التي تحمل شعار الحزب المؤيد لأحد مرشحي الرئاسة دون وضع صورته علي ما يتم توزيعه بينما يتم وضع صورة المرشح علي السرادق نفسه وكالعادة فإن الحملات المنافسة تقوم بتوثيق ما يتم توزيعه كدعاية انتخابية مستترة. لعل أطرف سبل الدعاية الجديدة هي "الأغاني" والأغرب أن من يلجأ اليها هم مرشحو التيار الاسلامي حيث شهدت منطقة المنشية في أعقاب صلاة الجمعة وقفة شبابية مكونة من "11" شاباً وخمس فتيات بجانب سيارة نصف نقل تحمل شاشة كبيرة لدعم عبدالمنعم أبو الفتوح من خلال عرض سيرته الذاتية وأقواله ثم أخذوا في الغناء الحركي مرددين "هاي هاي حنخلي مصر قوية" وأبو الفتوح بابه مفتوح..أما الدكتور "محمد مرسي" مرشح الإخوان فله أكثر من ثلاث أغاني بايقاعات مختلفة وكلمات مختلفة وتجوب السيارات الحاملة للميكرفونات شوارع الاسكندرية ليل نهار أكثر من مرة للدعاية "لمرسي" ومشروع النهضة.. والطريف أن الذي يقوم بإذاعة كلمات التأييد "لمرسي" يشارك في الغناء أيضا ثم يعود من جديد لترديد كلماته. ومن أغرب طرق الدعاية أيضا هو توزيع اسطوانات مدمجة للصم والبكم لشرح البرنامج الانتخابي للمرشح وأول من ابتكر الفكرة هو "عبدالمنعم أبو الفتوح" ويتم توزيعها بمنطقة المنشية بجوار جمعية الصم والبكم. وبغض النظر عن وجود المؤيدين لكل مرشح ممن يسارعون من وضع دعايته الانتخابية علي واجهة عقاراتهم أو محالهم التجارية هناك أيضا من يسعي للشهرة بوضع اسمه كمؤيد لمرشح الرئاسة وهو ما رفع اسعار لافتات الاقمشة ليبلغ سعر البافتة البيضاء عرض 90 سم من 4 جنيهات للمتر لتصل إلي 9 جنيهات.. أما القماش "الداكرون" وهو الأكثر عرضا فتتراوح اسعاره من 19 إلي 15 جنيها ويصل عرضها إلي متر ونصف.. وهناك الترجال ويتراوح سعره ما بين "12 إلي 15 جنيها" وكتابة اللافتة الواحدة تختلف من خطاط لآخر وتتراوح ما بين "15 الي 8 جنيهات" وتبلغ قيمة "العشر لافتات" كحد أدني إلي "3 آلاف" جنيه. كما ظهر أسلوب جديد للدعاية بحوائط العقارات ويتراوح سعرها ما بين 25 ألفاً إلي 50 ألف جنيه حسب موقع كل عقار.. والأغرب هي دعاية "التوك توك" والميكروباص بوضع صور مرشح الرئاسة عليه كدعاية وتتراوح الاسعار ما بين 75 جنيها إلي مائتي جنيه إلا أن بعض السائقين يعرضون وضع البوستر الخاص بالمرشح مجانا حبا منهم في المرشح نفسه وهو ما حدث مع حملة "عمرو موسي" بموقف فيكتوريا بالمنتزه اثناء دعايتهم الانتخابية للمرشح. وتأتي الوقفات الشبابية التي يطلق عليها اسماء عديدة من سلاسل بشرية ومسيرة دعائية ومسيرة شبابية وغيرها من المسميات من السير في مجموعات أو الوقوف علي الكورنيش وشارع أبو قير للدعاية وتبقي جماعة الإخوان هي الأكثر قدرة علي الحشد في مسيرات تضم النساء والاطفال بالمناطق الشعبية وحتي المقاهي شاركت بدورها في الدعاية الانتخابية والبعض يضع صورة المرشح كمؤيد أو مجامل لحملته والبعض الآخر يطلب أموالا تتراوح ما بين "300 إلي 500 جنيه" حسب حجم الصورة والمنطقة التي تقع بها المقهي. ولعل أخطر ما شهدته جمعية الدعاية الانتخابية هو استخدام المساجد بالمناطق الشعبية من شرق لغرب الاسكندرية للدعاية للمرشحين الاسلاميين.