رغم أن الشيخ عائض القرني داعية ما فتيء يصدر للناس نصائحه "لا تحزن" و"لا تيأس" ثم يستدير فيرمي بسهمه في ساحة الشعر والشعراء الذين ماتوا من العشق أو الحب أو الشعر. كلها عناوين يمكن أن تتصدر كتابا للشيخ الجليل ولا يخالجك شك. وتطرد من رأسك أي فكرة شيطانية تحاول أن توحي لك بأن المحتوي يخص شخصا آخر. لأن الشيخ الذي يدعو الناس إلي الفضائل لا يمكن أن يتجرد منها من أجل شهرة عاجلة ومردود دنيوي. لأن الأمانة فضيلة. والأمانة العلمية تقتضي ذكر المصدر. وتمنع السطو علي جهد الآخرين! لكن حصول الكاتبة الجسورة سلوي العضيدان علي حكم ضد الشيخ عائض القرني لأنه "لطش" كتابها "هكذا هزموا اليأس". وصدره باسمه وتحت عنوان "لا تيأس" علي وزن لا تحزن الذي باع منه الملايين حرض الشاعر المصري سمير فراج علي رفع دعوي قضائية ضد الشيخ عائض القرني لأنه لطش كتابه أيضا بعنوان "شعراء قتلهم شعرهم" الصادر عام 1997. ونسبه لنفسه تحت عنوان "قصائد قتلت أصحابها". سطو. سرقة. لطش. هذا هو التوصيف الحقيقي لأخذ مالا يستحق من مال وشهرة وجهد من قرأ واجتهد وسهر الليالي ثم جمع حصاد جهده فرحا به ولا يخالجه شك بأن "خطفه الغراب وطار"! قبل سنوات التقيت بفراج في مصر في نقابة الصحفيين. وقص قصته مع الشيخ وهو يحمل في حقيبته المقالات التي نشرت حول سرقة كتابه. حرضته يوما علي عدم السكوت ورفع دعوي قضائية لاثبات حقه الفكري والأدبي ان كان حقا يأخذه وان كان باطلا يأخذ الشيخ حقه حفظا لمنزلة الشيخ ومكانته. وآثرت عدم التطرق للموضوع طالما صاحب القضية آثر الصمت " إذا كان السيد راضي ماله شغل القاضي" وآثر مهادنة الشيخ ووصاله وهداياه بعد لقائه به في الجنادرية كما قال لي علي رأي "اطعم الفم تستحي العين" هكذا نامت القضية رغم أنها نشرت في الصحف وهي موجودة علي الإنترنت لكنها لم تلق تجاوبا إعلاميا كافيا وغلفها الصمت إلي أن صدر الحكم ضد الشيخ في قضية سلوي العضيدان. ليقرر فراج رفع قضية مماثلة ضد الشيخ. وقضية ثالثة في طريقها إلي المحكمة مرفوعة من "يمان باشا" الذي يتهم الشيخ عائض القرني بالسطو علي أحد مؤلفات والده د. عبدالرحمن رأفت باشا "صور في حياة الصحابة" وتقديمه موضوعا لحلقاته التليفزيونية "هذه حياتهم" دون ذكر للمصدر أو الاستئذان. في الحقيقة أني لم أكن واثقة من صحة ما قاله يومها سمير فراج بخصوص تواصل الشيخ والارساليات التي كانت ترسل من قبل الشيخ. لكن واقعة سلوي العضيدان بخصوص "10000" عشرة آلاف ريال التي قدمت لها لترضي وتصمت جعل "الفأر يلعب في عبي" وأنا أتابع القضية أو القضايا عبر ما كتب عنها. وشعرت كم هي جسورة "العضيدان" رفضت بإباء امرأة عربية ترضية الشيخ لا تبحث عن مال بل تريد حقها الأدبي والمادي والمعنوي نظاميا وهو ما لم يكن يحسب حسابه الشيخ علي ما يبدو. وظن أن منزلته الدينية سور حصين ولكنه نسي أن هذا السور هش أو أنه سور من ورق سرعان ما تصدعت جنباته وخر هاويا. أما الشيخ النجم الذي باع الملايين من كتابه "لا تحزن" الذي كما قيل به بعض أفكار "دع القلق وابدأ الحياة" وأنه أي الشيخ يستحق جائزة نوبل كما قال ذات حماس في خطبة أو ندوة أو محاضرة منقولة علي التليفزيون. وليته اكتفي بهذا بل زاد "البلة طينة" باستنكاره حصول نجيب محفوظ عليها. وهو أولي بما معناه أو علي رأي "ما في أحد أحسن من أحد" ونسي في غمرة الفرح بالنجاح المزيف أن تلك الجوائز لا تعطي إلا لمن يستحقها فعلا لذلك اكتسبت قيمتها العالمية ورسخت قواعدها لأنها لا تخضع لتيار ديني أو ضغط سياسي ومحسوبيات أفقدت كثيراً من جوائز العرب قيمتها وجعلتها تبدو في صورة هبات أو صلات سمها ما شئت ولا تحزن إن فاتك شيء منها ولا تيأس علي رأي شيخنا الفاضل.