يبدو أن المهندس حسين مسعود رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران قد بدأ التكشير عن أنيابه لمواجهة مافيا الوساطات داخل شركات مصر للطيران. والحقيقة أن الوساطة كالسوس الذي ينخر في عصب أي مؤسسة أو وحدة اقتصادية بصفة عامة.. وفي عصب شركات الطيران المحترمة أمثال مصر للطيران بصفة خاصة. الوساطة في شركات الطيران لها شقان كل منهما أسوأ من الثاني لأحد الشقين تأثير سلبي مباشر تظهر آثاره السلبية علي المدي القريب.. أما الشق الثاني فيؤدي إلي تراكمات سلبية تنتهي بانهيار الشركة. الشق الأول من الوساطة ينحصر في المجاملات بالنسبة لتمرير الوزن الزائد عن الحد المسموح به لكل راكب.. والمعروف أن أي أوزان يتم تحميلها علي الطائرة تتحمل الشركة مقابلها احتراق كميات إضافية من الوقود إضافة إلي تحمل تكاليف التحميل والشحن وكل الخدمات الأرضية التي تقوم بها الشركة حتي تصل هذه الأوزان إلي مخزن الطائرة.. وأيضا المجاملات في رفع تذكرة أي راكب من الدرجة السياحية إلي درجة رجال الأعمال وما تتحمله الشركة من خدمات ووجبات مميزة ذات تكلفة عالية دون تحصيل المقابل. هذا الشق تظهر آثاره السلبية علي المدي القريب كما قلنا حيث تنخفض أرباح الشركة وقد تصل إلي حد الخسارة. أما الشق الثاني ينحصر في الوساطة عند قيام الشركة بتعيين موظفين أو مهندسين أو فنيين حيث يتم قبول تعيين الموظف الضعيف علي حساب الموظف الكفء حسب درجة الوساطة.. وهذا كما قلنا تظهر آثاره علي المدي الطويل بسبب تراجع الكفاءات داخل الشركة يوما بعد يوم حتي تنقرض وتنهار الشركة كلها. لذا فإنني أحييي المهندس حسين مسعود علي الأسلوب الذي ينتهجه بغلق كافة الأبواب وتوصيدها أمام الوساطة علما بأنه أسلوب ليس بالجديد حيث سبق وأعلنها الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني مرارا وتكرارا بأنه لا وساطة ولا محسوبية وعمار يا مصر.