الطريق إلي القدس مليء بالأشواك والعقبات التي تصل إلي حد الاتهام بالخزي والعار والتطبيع مع الكيان الصهيوني وأيضاً الخيانة العظمي وهي تلك الاتهامات التي كانت من نصيب مفتي الديار المصرية د. علي جمعة التي وصلت إلي المطالبة بإقالته من منصبه عقابا علي ما اقترفت يداه بزيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصي. ولم يكن الداعية اليمني الحبيب الجفري أحسن حظاً من المفتي حيث ناله نفس المصير ووصلت المطالب أيضاً إلي حد نزع صفة الداعية الإسلامي عنه. لمخالفته الجماعة. ورغم انني أرفض من داخلي أن يكون طريقي إلي القدس هو الدخول عبر الصهاينة والحصول علي تأشيرتهم أو علي الأقل موافقتهم علي المرور إلي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. إلا أن هذا مجرد إحساس داخلي. فلا يحق لأحد أن يحرم أو يجرم زيارة القدس والصلاة في الأقصي خاصة انه لا توجد نصوص واضحة في القرآن والسنة تحرم زيارة القدس. وأكبر دليل علي ذلك هو الانشقاق الكبير بين العلماء المسلمين والشيوخ حول مدي حرمة الزيارة من عدمها. فبينما خرج الداعية الكبير الشيخ يوسف القرضاوي. واجهه الداعية الكبير أيضاً الحبيب الجفري بمنع تحريم الزيارة ودعمها بزيارته الأخيرة للقدس. والأمر الأكثر دهشة هو الانشقاق الفلسطيني ذاته حول تحريم الزيارة حيث يتزعم الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصي فتوي تحريم زيارة القدس ويؤيده فيها رابطة علماء فلسطين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. بينما يقف أمامهم الجانب الآخر المعارض لتحريم زيارة القدس بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن الذي لا يكاد يذهب إلي أي مكان أو اجتماع رسمي إلا ويطالب جميع الحضور بعدم الاستماع إلي فتاوي التحريم والاستجابة لدعوته بالذهاب إلي القدس. والسؤال الذي لا أجد إجابة عليه الآن هو ماذا يريد الشيوخ الذين يصدرون الفتاوي بالتحريم. وهل يظنون ان هذا هو الحل لتحرير الأقصي؟! ونفس الأمر للآخرين هل يعتقدون ان زيارة القدس والصلاة بالأقصي الآن وهو يخضع للاحتلال الصهيوني حل للأزمة؟! انني أري انهم جميعا واهمون فالقضية الأساسية أكبر بكثير من الانحسار في دائرة الفتاوي المتناقضة ويقيني أن الحل يكمن في الاتحاد فهذا هو سر قوة العرب تلك القوة التي تجلت في ثورات الربيع العربي التي حررت العديد من الدول العربية من قيود الاستبداد والفساد. والتي نتمني أن تتحد الشعوب العربية لتحرير الأقصي.