شهد مطار القاهرة الدولي وقفة احتجاجية أمام صالة الوصول مبني الركاب رقم "1" مطالبين السماح لهم بدخول صالات الوصول لخدمة الزبائن اسوة بشركات الليموزين المعتمدة. قام عدد محدود من العاملين بشركة "يونايتد" لإدارة ساحات انتظار السيارات بالمطار بوقفة احتجاجية امام المطار مطالبين بزيادة رواتبهم وفي نفس الوقت تعيينهم وتثبيتهم بشركة ميناء القاهرة الدولي. قام سائقو سيارات الميكروباص الأجرة بوقفة احتجاجية امام قاعة كبار الزوار بمطار القاهرة الدولي مطالبين بتخفيض تعريفة "الكارتة" التي يدفعونها كرسوم في مواقف الاقاليم التي يقومون بنقل بعض العاملين بالمطار منها. الاخبار الثلاثة توضح وتؤكد مدي المهزلة التي وصل اليها حال البلاد فاذا كنا نؤمن بحرية التظاهر أو الاعتصام السلمي للمطالبة بحقوق مشروعة.. فإن هذا لا يعني أن يتحول الأمر إلي فوضي خلاقة كما تنبأت كوندليزا رايس "الست كوندي" وزير الخارجية الأمريكية الأسبق. فمطار القاهرة الدولي مرفق حيوي وحساس كونه بوابة مصر الأولي علي العالم ولا يليق أن يشاهد السائح لحظة وصوله مصر هذه الوقفات والاحتجاجات.. ولنا أن نتخيل ما سينقله هذا السائح من سمعة سيئة عن بلادنا بمجرد عودته إلي بلده. والغريب في الأمر أن هذه الوقفات لا يمكن وصفها إلا أنها حق يراد به باطل فسائقو سيارات الأجرة "تاكسي الابيض والأسود" كما هو معروف للقاصي والداني أنهم يتسابقون لجذب السياح بأسلوب غير حضاري "خطف" أمام صالات الوصول بالمطار وليس بغريب ان تقوم بينهم معركة بالأيدي والاسلحة البيضاء للفوز بالغنيمة.. فكيف تسمح لهم السلطات بدخول الصالات للتسويق وجذب الزبون.. حقا انها المهزلة. أما بالنسبة للعاملين بشركة يونايتد فكما علمنا أن الشركة قامت بزيادة رواتبهم منذ عدة أشهر.. إذن المطالبة بزيادة الرواتب أمر غير منطقي.. وبعد التمحيص اكتشفنا أن هؤلاء العاملون بهذه الشركة القطاع الخاص هدفهم الحقيقي من الوقفة الاحتجاجية استغلال الظروف الراهنة والضغط لعل وعسي يتم تعيينهم بشركة الميناء بصراحة قمة ال "مسخرة". أما سائقو الميكروباص الذين تركوا الاقاليم التي يدفعون فيها الكارتة.. وجاءوا إلي مطار القاهرة للاعتصام احتجاجا علي دفع الرسوم في اقاليمهم فلا أجد مبرراً واحدا يمنع شرطة المطار من القبض عليهم بسبب اساءتهم المتعمدة لسمعة مصر. يا سادة الأمر خطير وعلينا أن نفرق بين صاحب الحق.. والمدعي بالباطل.. وأن نتعامل مع كل منهم بالاسلوب الذي يتناسب معه. بصراحة لم يتبق غير الركاب فهم الفئة الوحيدة التي لم تتظاهر أو تعتصم داخل مطار القاهرة حتي الآن. وعمار يا مصر!