تمر الأيام سريعا ونقترب من الذكري الرابعة والستين لنكبة فلسطين والتي بدأت قبل ذلك بسنوات وما يلفت النظر ان إسرائيل لا تمل من محاولاتها فرض أكذوبة المحارق النازية علي العالم من أجل الابتزاز وصرف الأنظار عن جائمها في حق الشعب الفلسطيني وفي حق الإنسانية وربما بدأت آلة الدعاية اليهودية تدرك تراجع فاعلية الأساليب التقليدية من أفلام مأساوية علي غرار قائمة شندلر للمخرج اليهودي الأمريكي ستيفن سبيلبرج أو متاحف علي غرار متحف فيش ياديم بالقدس المحتلة. هنا بدأت تلك الآلة تفكر في أساليب غير تقليدية ويبدو ان ذكاء أساتذة الدعاية اليهودية خانهم ذكاؤهم فلجأوا إلي أساليب بعضها علي درجة عالية من السذاجة أو التفاهة. أحد هذه الأساليب كانت المسرحية الهزيلة لأكوسي كيريتز التي دارت وقائعها قبل أسابيع قليلة ولم يلتفت إليها أحد وكيريتز هو أديب يهودي مجري في الثمانين من عمره يصنفه البعض علي انه واحد من أبرز الادباء في المجر وسبق له الفوز بأعلي الجوائز الأدبية في بلاده. إعلان فوجيء الجميع باعلان يصدر عن الطائفة اليهودية في مونتريال بكندا جاء فيه ان كيريتز يطلب حق اللجوء السياسي إلي كندا التي وصلها قبل أيام مع زوجته. وجاء في البيان ان كيريتز تقدم بهذا الطلب بسبب الحملة السياسية الظالمة التي تعرض لها في بلاده من كل الأطراف.. الحكومة والصحافة والبرلمان وحتي بلدية العاصمة بودابست التي جردته من لقب مواطن فخري الذي سبق ومنحته إياه قبل عدة سنوات. وكان السبب انه طلب من الحكومة المجرية ان تعترف بما قاله انه مصرع 400 ألف يهودي مجري في محارق النازي خلال الحرب العالمية الثانية وقد رفضت حكومة المجر الطلب ويقول ان الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تعرض لتحرشات وتلقي تهديدات صار يشعر معها بأن حياته في خطر.. من هنا قرر اللجوء إلي كندا. ونقل البيان عنه تأكيده انه لا يعادي الشعب المجري وسيعود إلي المجر عندما تسقط الحكومة الحالية وتصبح هناك مجر أكثر إنسانية وأكثر ديمقراطية. وقال عدد من قيادات الطائفة اليهودية ان كيريتز لا يستطيع الحديث إلي الصحافة حتي لا يضعف ذلك من موقفه أمام السلطات الكندية اثناء نظر طلبه. كوميديا.. لا ترجيديا تزامن مع الطلب مقال نشره في صحيفة تصدر باللغة المجرية في الولاياتالمتحدة جاء في ان الشعب اليهودي لن يغفر للمجرد ولن يعفيها من مسئوليتها ما لم تعتذر حكومتها الحالية عما فعلته حكومتها اثناء الحرب العالمية الثانية ب 400 ألف يهودي. ولا يحتاج الأمر إلي كثير من اعمال الفكر كي تتضح ملامح المسرحية الهزلية.. فالمجر ليست بالدولة المغلقة حتي يقول كيريتز انه هرب منها حرصا علي حياته ونفوذ الطائفة اليهودية في المجر كبير وطاغ والمجر معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع اسرائيل علنا وسرا وكانت من الدول التي عرضت أن تكون معبرا لهجرة اليهود إلي فلسطين وهناك عدد كبير من قادة الصهيونية العالمية مثل تيودور هرتزل جاءوا من المجر وربما جاء رفض الاعتذار عن مذابح اليهود المجريين الوهمية خوفا من أن ينتهي الأمر بتعويضات ليتم استنزاف بلادهم كما حدث مع المانيا. وهذا مجرد أسلوب من عدة أساليب تفتقت عنها اذهان خبراء الدعاية اليهود ومن هذه الأساليب ايضا فيلم يعرض قريبا عن مذابح النازي بعنوان يجب أن تكون في هذا المكان يقوم ببطولة الفيلم الممثل الأمريكي اليهودي "شين بين" ويدور حول رجل يبحث عن قاتل أبيه في معسكرات النازي وتتكون لديه الثقة بأن هذا القاتل هرب إلي الولاياتالمتحدة وما يميز الفيلم انه كوميدي وليس مأساويا علي غرار الافلام السابقة التي تحاول الترويج للأكذوبة كما انه لا يذكر اليهود صراحة رغم بصماتهم الواضحة عليه.