ما أشبه الليلة بالبارحة.. بالأمس القريب قام الحزب الوطني المنحل بقيادة أكبر عملية لتزوير انتخابات مجلسي الشعب والشوري تمهيداً لتوريث جمال مبارك للحكم وقام باقصاء جميع نواب المعارضة واسقاطهم في الانتخابات.. وعندما دعا نواب المعارضة والقوي السياسية إلي تشكيل برلمان مواز يضم الرموز والقيادات التي تم اقصاؤها واستبعادها من الحياة السياسية خرج علينا الرئيس المخلوع الذي ينتظر الحكم عليه وهو في محبسه ليقول "خليهم يتسلوا".. وسبحان الله لم يتسلي هؤلاء النواب كثيراً فلم تمر إلا أسابيع قليلة وقامت ثورة 25 يناير التي اطاحت بنواب الوطني والمخلوع نفسه. .. واليوم وبعد مرور أكثر من عام علي الثورة يعود الحديث حول البرلمان الموازي.. ودستور مواز في مواجهة الدستور الذي ستقوم الجمعية التأسيسية بوضعه وطرحه علي الشعب.. الدستور الموازي الذي دعت إليه العديد من القوي والأحزاب التي انسحبت من الجمعية التأسيسية بعد هيمنة وسيطرة التيار الإسلامي عليها يفكرني بالضبط بالبرلمان الموازي واعتقد أن لسان حال العديد من القيادات الآن يقول "خليهم يتسلوا".. فالمتابع لحملة الانسحابات والاحتجاجات اليومية من الجمعية التأسيسية يؤكد أن هناك شيئاً خطأ.. ولعل انسحاب الأزهر خير دليل إلا أن المسئولين حالياً عن الحكم ومجلسي الشعب والشوري وخلافه لا يريدون أن يستمعوا إلي أي رأي يخالف ما استقروا عليه.. تماماً كما كان يفعل قادة الوطني المنحل ومسئولوه وعدنا نسمع نغمة لم ينسحب أحد رسمياً.. ومن ينسحب هو حر.. سنأتي بآخر من الاحتياطي ولن نستبدل المنسحبين بأي خبير دستوري أو غيره.. ولن نعبأ بأي اعتراضات.. يجب أن ننشغل بما سيكتب في الدستور وليس من يقوم بكتابته.. سيل من الكلمات التي اعتدنا علي سماعها طيلة السنوات الماضية وكنت اعتقد أن تلك النغمة انتهت ولكن يبدو أننا لا نتعلم من دروس الماضي والحكمة الالهية.. والمثل الذي يقول "لو دامت لغيرك ماجاءت لك". .. يا حضرات.. يا أيها السادة حرام ما يحدث لمصر.. مصر أكبر من كل هذا.. دستور مصر يجب أن يضع نصب عينيه أن تكون مصر أولاً وقبل كل شيء.. دستور يرضي طوائف الشعب كافة ويشارك في صنعه ووضعه جميع طوائف الشعب.. لا استئثار ولا احتكار.. من آخر السطر ارحمونا من عبارة "خليهم يتسلوا" حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.