يبدو أن يد العبث والفساد لم تقطع بعد.. ويبدو كذلك أنها لن تقطع وأن الأمور في بلادنا المحروسة تسير من سيئ إلي أسوأ. وعلي الرغم من أن قصر ثقافة المحلة بمبناه الأثري وحديقته يعد المتنفس الوحيد والرئيسي لمثقفي هذه المدينة التي أنجبت لمصر عشرات المبدعين في كافة المجالات ولعبت. ومازالت. دوراً مهماً في إثراء واقعنا الثقافي. فإن هناك إصراراً علي التواطؤ من أجل الاعتداء علي هذا المتنفس وتدمير بدلاً من أن يحرص السيد محافظ الغربية علي تطوير القصر ودعم الثقافة في محافظته التي تعد- رغم إمكانياتها الثقافية- الأقل اهتماماً في الجانب الثقافي. فجأة استيقظ مثقفو المحلة علي محاولات جديدة لانتزاع حديقة القصر فرغم قرار محافظ الغربية باستمرار إيقاف أعمال البناء في الأرض المجاورة للحديقة حتي يتم تعديل الرخصة الصادرة برقم 244 لسنة 2010 بما يضمن عدم التعدي علي حديقة القصر وتطبيق القانون. فوجئ المثقفون بالبناء علي قطعة الأرض المجاورة للحديقة بالمخالفة للقانون.. مما يعني أن الزحف علي الحديقة قادم لا محالة. لجنة حماية وتجميل حديقة وقصر ثقافة المحلة التي تضم عدداً من الكتاب والمثقفين. وهم: عبدالحميد بسيوني وأحمد عزت سليم وجابر سركيس وحمدي حسين وياسين عبده ومحمد العزوني وعلاء البهلوان ومتولي شحاتة ومحمد أبوقمر. أرسلت العديد من الاستغاثات إلي رئيس الوزراء ووزير الثقافة. وسمير غريب رئيس جهاز التنسيق الحضاري. وكذلك وزير الداخلية لم يستجب أي منهم للأمر وكأن تدمير عنبر ثقافي مهم لا يعني أحداً في هذا البلد. ولم يعد ناقصاً إلا أن ترسل اللجنة استغاثتها إلي الأممالمتحدة أو منظمة اليونسكو. مادام سادة البلد لا تعنيهم مثل هذه الأمور. اللجنة طالبت بالتدخل السريع لحماية هذا الأثر وتعيين حراسة دائمة عليه لمنع أعمال البلطجة مع رواء القصر والعاملين به. وأشارت إلي وجود تواطؤ وسلبية شديدة من جانب الشرطة في المحلة الكبري والمسئولين في الحكم المحلي والمحافظة. الذي يحدث في قصر ثقافة المحلة هو أشد أنواع العبث والبلطجة ويعكس نظرة المسئولين المتدنية للثقافة.. وفي ظني أن مؤامرة تدمير هذا القصر إذا تمت ستكون وصمة عار في جبين كل المسئولين الذين أرسلت لهم استغاثة مثقفي المحلة. متي يتدخل وزير الثقافة د. شاكر عبدالحميد. ومحافظ الغربية غير المتعاون وغير المؤمن بقيمة العمل الثقافي. وكذلك رئيس هيئة قصور الثقافة الشاعر سعد عبدالرحمن. ثم أين السادة أعضاء مجلس الشعب عن المحلة أين أصواتهم في المجلس.. أم أنهم حصلوا علي أصوات الناخبين وانتهي الأمر وتفرغوا لأشياء أخري لا تحتل فيها الثقافة أي قدر من اهتمامهم ربما لأنهم يرونها رجساً من عمل الشيطان؟!!