هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم الجنائية.. وإن كان الدافع الواضح فيها هو السرقة.. إلا أن الغموض يحيط بالعلاقة القائمة بين "الجاني" و"المجني عليه" والدوافع الحقيقية بينهما.. وإن كان "الجاني" حاول إخفاء هذا الدافع بإظهار أن الجريمة كان الهدف من ارتكابها هو سرقة "المجني عليه" لتضليل رجال المباحث وإبعاد الشبهات عنه.. وهروبه بفعلته. المثير في هذه الجريمة أن "المجني عليه" تاجر سيارات كهل.. يعيش بمفرده في شقة فاخرة بالمنتزه يتسم بالثراء وعلاقات متعددة ومتشعبة من خلال عمله.. وأيضا من خلال معارف وأصدقاء.. وإن كانت الترجيحات تشير إلي أن "الجاني" من بين هؤلاء.. وأن "التاجر" استضافه في مسكنه.. ولاسباب مجهولة حدث بينهما خلاف انتهي بالجريمة التي راح ضحيتها "تاجر السيارات". بدأت فصول الكشف عن الجريمة ببلاغ من سكان العقار رقم 16 بشارع مسجد السلام بالمنتزه إلي شرطة نجدة الإسكندرية بانبعاث رائحة كريهة من مسكن كامل عبدالسلام "تاجر السيارات" بالطابق الرابع. تم اخطار مأمور القسم الذي انتقل إلي مكان البلاغ حيث عثر علي جثة "التاجر" مسجاه علي وجهه بأرضية صالة الشقة.. مع وجود آثار دماء بمكان الحادث.. والجثة في حالة تعفن رمي مما يشير انه مر أكثر من 3 أيام علي ارتكاب الجريمة.. ولم تكن هناك آثار إصابات ظاهرة بالجثة. كما اشارت المعاينة إلي أن جميع منافذ الشقة سليمة وليس هناك آثار عنف في الدخول أو الخروج مما يؤكد أن "التاجر" كان يعرف شخصية قاتله ويرجح أن بينهما علاقة دعت "التاجر" لاستضافته في مسكنه.. أيضا تبين وجود آثار بعثرة بمحتويات الشقة.. مما أشار إلي أن الدافع وراء الجريمة كان السرقة.. خاصة عندما تبين اختفاء حافظة نقود "المجني عليه" وتليفونه المحمول وأيضا سرق سيارته الخاصة. تم اخطار النيابة بعد تحرير محضر الشرطة.. وأسرع رئيس نيابة المنتزه إلي مسرح الجريمة وأجري معاينته لمكان الحادث.. كما قام بمناظرة الجثة وأمر بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها.. وإن كانت هناك إصابات بها والاداة المستخدمة في أحداثها. كما أمر بفحص أثار الدماء بالشقة لمعرفة إن كانت للمجني عليه أو بينها آثار دماء للجاني.. وترجيحا لحدوث مشاجرة بينهما انتهت بمقتل "التاجر" كما أمر بالتحفظ علي مكان الحادث لحين انتهاء التحقيقات.. كما كلف المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها ودوافع أرتكابها.. وسرعة كشف غموض الجريمة و ضبط "الجاني" وإحضاره مع سلاح الجريمة أمام النيابة للتحقيق. أعد مدير مباحث الإسكندرية فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية لقمص علاقات "المجني عليه" في مجال تجارته في السيارات وبين زبائنه وعملائه.. وإن كان هناك خلافات له مع أي منهم.. وأيضا علاقاته بالجيران وفحص المترددين علي مسكنه من أصدقاء ومعارف وعلاقته بهم وخلافاته معهم. أيضا تم فحص إن كان قد أجري أعمال صيانة أو اصلاحات في مسكنه قبل الحادث أو في وقت معاصر لارتكاب الجريمة بالاضافة لفحص الباعة الجائلين بالمنطقة والمشتبه فيهم من المسجلين سرقات متنوعة وسيارات ومساكن وايضا فحص خلافاته العائلية وإن كانت هناك خصومة ثأرية أو نزاع علي ميراث. وإن كانت المعاينة والتحريات أشارت إلي أن السرقة كانت الدافع وراء ارتكاب الجريمة.. إلا أن رجال المباحث لم يستبعدوا وجود علاقة بين "التاجر" وبين قاتله.. وحدث خلاف انتهي بالجريمة.. أو أن "الجاني" حاول إظهار ان السرقة هي الدافع لاخفاء الدافع الحقيقي الذي قد يقود رجال المباحث إلي شخصيته. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها فريق عمل من رجال البحث الجنائي جهوداً مضنية وحثيثة فحصوا خلالها كافة الاحتمالات والترجيحات سعياً لكشف غموض الجرمية والتوصل إلي هوية "الجاني" فيها إلا ان كافة الخيوط التي تجمعت بين أيديهم لم تقدهم لتحديد شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولا.. حتي الآن!!