تزهو محافظة الشرقية بثرواتها الأثرية التي تنتشر في كل أرجائها حيث تتعدد بها مناطق الحضارة والتاريخ وتنفرد دون غيرها من محافظات الوجه البحري بمائة موقع أثري. أشهرها منطقتا آثار صان الحجر وتل بسطة. كانت بوبسطة مركزا دينيا هاما وإحدي عواصم مصر القديمة ونظرا لموقعها علي مدخل مصر الشرقي فقد واجهت أفواج القادمين من الشرق عبر سيناء وعاصرت العديد من الفاتحين والغزاة وقد شرفت بأنها كانت معبرا ومقرا مؤقتا للسيدة مريم العذراء ووليدها المسيح عليها السلام عند قدومهما مصر. وتوجد خارج مدينة الزقازيق أطلال مدينة "بوباستيس" وهي واحدة من أكبر المدن القديمة في مصر وتعرف الآن باسم تل بسطة والمعبودة العظيمة لتلك المدينة القديمة بوباستيس كانت القطة الرشيقة "باستيس" إلهة الحب والخصوبة ويقال إن المهرجانات التي أقيمت علي شرفها جذبت أكثر من 700 ألف شخص في العصور القديمة وكانوا يفدون إلي بوباستيس ويغنون ويرقصون ويحتفلون بها ويستهلكون كميات كبيرة من النبيذ ويقدمون قرابين لها وقد صارت بوباستيس عاصمة للبلاد حوالي 945 ق.م في عهد الملك شيشونك الأول مؤسس الأسرة ال 22 ثم خرّبت المدينة بعد ذلك علي يد الفرس حوالي عام 350ق. وقد كتب "هيرودوت" بالرغم من وجود معابد أخري أكبر وأعظم شأنا وأعلي تكلفة فإنه لا يوجد واحد من هذه المعابد يسر الناظر برؤياه أكثر من معابد "باستين" في مدينة بوباستيس وقد أصبح المعبد الآن كومة من الأنقاض. اكتسبت "صان الحجر" سمعة مدوية خلال التاريخ المصري القديم حيث كانت عاصمة دينية وسياسية لمصر وجاء اسمها في اللغة المصرية القديمة باسم جفت وتدل الاكتشافات الأثرية التي تمت بهذه المدينة عن مقابر لملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين وهي المقابر الوحيدة التي عثر عليها بالدلتا وتقع تانيس إحدي مدن مصر القديمة في القسم الشمالي لدلتا نهر النيل جنوب غرب بحيرة المنزلة وقد تحولت المدينة القديمة الآن إلي أطلال وتحمل أطلال المدينة والكتل الحجرية بها نقوشا بالهيروغليفية وترجع إلي الفترة ما بين القرن ال 14 إلي القرن ال 11 قبل الميلاد "وتانيس" لها أهمية عظيمة في التاريخ وذلك لمجموعات الفراعنة الأقوياء الذين تعاقبوا عليها وترك كل واحد منهم بصماته علي المدينة من خلال الأعمال المعمارية أو التماثيل الرائعة التي أمروا ببنائها ونحتها وكانت في وقت ما عاصمة لملوك مصر من الهكسوس وأيضا لملوك الأسرة ال 19. كما كانت محل ميلاد حكام الأسرتين ال 21 و23 وتم اكتشاف بحيرات مقدسة بالمنطقة الأثرية وجبانة ملكية والعديد من التماثيل. السيد رحمو: المنطقة الأثرية بصان الحجر مهلة ومنسوب المياه الجوفية مرتفع والقطع الأثرية ملقاة علي الأرض ومتروكة للعوامل الجوية لتتآكل رغم أنها "أقصر الشرق". كما أن المنطقة شاسعة والحراسة المكلفة بها غير كافية ولابد من الاهتمام بهذه الكنوز الأثرية. أحمد رزق نباته: منطقة آثار تل بسطة تحوطها القمامة لوجود المساكن حولها ولابد من استكمال السور حول المنطقة لحمايتها من أية تعديات. محمد سالم "محام": الشرقية بها جامع سادات قريش وهو موجود بمدينة بلبيس وهو من أهم المعالم الإسلامية البارزة ويعتبر أقدم الجوامع بمصر وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريما لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في معركتهم ضد الرومان عند فتحهم مصر ويذهب بعض المؤرخين إلي أن هذا المسجد هو أول مسجد بني في مصر وأفريقيا قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط ومسجد الرحمة في الإسكندرية. يؤكد د. عزازي علي عزازي محافظ الشرقية: أن ملف الاهتمام بالمناطق الأثرية يضعه في ذهنه. خاصة وأن الشرقية. تعتبر رقم 2 في العالم بعد الأقصر في الآثار. لافتا إلي وجود بعثات أجنبية بالمناطق الأثرية ووجود اعتداءات علي أراضي الآثار حتي أن الدولة كانت تمارسه بنفسها وأشخاص بالتواطؤ مع الدولة. والآثار نفسها للأسف كانت تصدر تقارير بأن الأرض غير موجود بها آثار من أجل "البيزنس" ومشيرا إلي وجود مهزلة ولو وضعت المناطق الأثرية بالشرقية علي خريطة السياحة والآثار فإنها سوف تدر دخلا وعائدا لأبناء المحافظة يعادل دخل الدول النفطية بل ويزيد مما يحقق حياة كريمة لجموع أبناء المحافظة. طالب د. عزازي أجهزة الدولة المختلفة في الآثار والثقافة بالاهتمام بالمناطق الأثرية الموجودة علي أرض المحافظة بدلا من حالة التردي التي تعيشها. قال إنه سيتم إنشاء فندق خمسة نجوم بالزقازيق علي مساحة 2400 متر مربع بأرض استراحة كبار الزوار بنظام B.O.T وذلك كنقلة حضارية للمحافظة ولجذب الوفود السياحية لزيارة آثار الشرقية. حيث إن المحافظة تمتلك ثلث آثار مصر.