لصديقي العديد من الروايات والمجموعات القصصية اضاف إليها - فيما سماه يوسف الشاروني - ايجابية القراءة بمعني انه لا يكتفي بالقراءة وإنما يحاول ان يعمم الفائدة بالمناقشة والتحليل وابداء الملاحظات التي تشكل وجهات نظر مبدع فيما يقرأه ويحرص في كتب القراءة الايجابية علي التأكيد بأنه لا يتخذ موقف الناقد الذي وصفه تشيخوف بأنه أشبه بالذباب الذي يعوق الخيل عن اداء دورها في حرث الأرض. ما يكتبه - في ذلك المجال - وجهات نظر قد تخطيء وقد تصب لكنها في المحصلة النهائية - قراءة مبدع. وحين تراكمت الملاحظات والبطاقات فشكلت كتابا عن صورة المجتمع المصري في القصة والرواية حصل صديقي عن كتابه علي جائزة الدولة التشجيعية في النقد وهو ما دفع الاديب والصحفي الكبير الراحل عبدالعال الحمامصي للكتابة عن الروائي الذي فاز بجائزة النقد. صديقي يؤمن ان النوع الادبي الذي يجد فيه موهبته هو الأجدر بأن يهبه اهتمامه وان يكون صفته في حياتنا الثقافية. كتب لويس عوض في الرواية والمسرحية والسيرة الذاتية وادب الرحلات لكن الناقد هي الصفة التي عرف بها في حياتنا الثقافية وصدر لصلاح عبدالصبور العديد من التراجم والترجمات والنقد الادبي والمسرحيات الشعرية لكنه ظل علي اعتزازه بالصفة التي عرف بها منذ أول دواوينه "الناس في بلادي" وعبر صلاح جاهين بالكاريكاتير عن أهم سني حياتنا السياسية والاجتماعية وترأس تحرير مجلة اسبوعية وكتب المقالة والسيناريو ومثل وغني وان ظل الشاعر الجميل صلاح جاهين هو الملمح الأهم في حياة انسانية قصيرة لكنها وافرة العطاء بل ان الروائي نجيب محفوظ قد اضفي بموهبة لا حدود لقدرتها شحوبا علي فن السيناريو السينمائي الذي فرغ له اعواما متتالية والأمثلة كثيرة. اختارت لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة صديقي لعضويتها وجد في الاختيار ما يغري بالموافقة. زكاة كم الأعمال الروائية والمجموعات القصصية والرسائل الجامعية وكتب النقد التي ناقشت تلك الاعمال ولأن صديقي تصور ان من حقه ان يكون له رأي فقد ابعد - بتوصية من المقرر آنذاك - من عضوية اللجنة تصرف أملته النظرة الغريبة من قيادة المجلس الأعلي للثقافة - في زمن الرجل الطاووس - إلي مقرري اللجان واعضائها وجميعهم قيادات ثقافية لها وزنها. لجنة الدراسات الادبية واللغوية بالمجلس الأعلي للثقافة اختارت صديقي - في دورتها الاخيرة - عضوا. صديقي وافق علي الاختيار باعتبار تغير الظروف في المجلس وفي الوطن وأنه من الأوفق له تزكيه دراسات في مجال ابداعه ان ينضم إلي عضوية اللجنة. لن يستعيد صديقي كلمات الحمامصي عن الروائي الذي فاز بجائزة النقد لكنه سيحرص - في قوله لي - ان يفيد من آراء كبار النقاد والدارسين في لجنة الدراسات الادبية واللغوية في اثراء فنه ووجهات نظره.