سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحريم زيارة القدس لغير الفلسطينيين .. يثير الجدل المعارضون: فتوي القرضاوي .. تخالف ما جاء في القرآن والسنة الرسول أمر بالصلاة في الأقصي .. في جميع الأوقات والظروف
تباينت ردود الأفعال حول فتوي الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التي أكد فيها علي تحريم زيارة القدس لغير الفلسطينيين بحجة أن الزيارة في ظل الاحتلال تعد نوعا من أنواع التطبيع والاعتراف باسرائيل التي تحتل الأراضي الفلسطينية. اختلف علماء الأزهر حول الفتوي فقال البعض إن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد .. المسجد الحرام والمسجد الأقصي ومسجدي هذا".. بل وأمر صلي الله عليه وسلم بزيارة الأقصي والصلاة فيه فقال "ائتوه فصلوا فيه فإن الصلاة فيه كألف صلاة في غيره" بينما أيد البعض الآخرفتوي القرضاوي للسبب الذي أشار إليه. كان الرئيس الفلسطيني قد دعا مؤخرا في مؤتمر القدس والذي أنهي أعماله في الدوحة تحت عنوان "الدفاع عن القدس" الزعماء العرب والمسلمين والمسيحيين لزيارة القدس.. مشيرا الي أن دعوته تأتي ضمن خطة لدعم صمود القدس لأنها ضرورة .. فالقدس تخص الجميع وتمس عموم العرب والمسلمين. يقول الدكتور اسماعيل عشب عميد كلية الشريعة والقانون بدمنهور إن القدس مدينة مقدسة اهتم بها الإسلام وحرص عليها أيما حرص وشدد علي وحدتها وعدم تقسيمها لأنها تعد رمزا من الرموز الإسلامية ومعلما من معالمها لكونها تضم المسجد الأقصي الذي يعد ثالث الحرمين الشريفين وأولي القبلتين ومسري رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أخبرنا فيما معناه بأنه لا تشد الرحال الا إلي ثلاثة مساجد منها المسجد الأقصي حيث بارك الله حوله. ومن ثم فإن الدعوة لزيارة هذه المدينة المقدسة تلقي ترحيبا من البعض واستنكارا من الوجه الآخر ولكل وجهة هو موليها. أما الداعون الي وجوب الزيارة فحجتهم ما سبق من الكلام آنفا من أنه تعد من المقدسات الإسلامية وأن زيارتها تشد من أزر المقدسيين حتي يشعروا بالأمن والأمان وأن من حولهم من المسلمين يقدرون شعورهم ويشدون من أزرهم باعتبار أن الأرض المقدسة تهم جميع المسلمين . أما الرافضون الي عدم الزيارة فحجتهم أن هذه المدينة ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني وأن الزيارة لها تعد بمثابة إقرار لهذا الاحتلال وتكريس له والمنع من الذهاب إليها يشعر المحتلين بأن المسلمين يمتعضون ويأنفون ويستنكرون هذا الاحتلال الغاشم ويرجئون الزيارة إليها إلي ما بعد إتمام النصر علي الأعداء وتطهير هذه الأماكن من الأدناس والأوزار. ونحن نميل كما يقول د. عشب إلي الرأي الأول الذي يري أن الزيارة مباحة وليست محرمة لتشد من أزر اخواننا سكان المدينة ونرسل لهم رسالة قوية تقول لهم اننا معكم قلبا وقالبا مع الدعاء لهم بالتوفيق والسلام والرشاد والنصر علي الأعداء. المقاطعة ضرورة الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قال في تصريحات له إنه لابد أن تكون هناك مقاطعة للدولة الصهيونية التي تحتل أراضي الفلسطينين وتحاول هدم المسجد الأقصي. أضاف د. بيومي أن الذهاب الي القدس في هذه الفترة يستلزم الحصول علي تأشيرة دخول من اسرائيل وهذا يعد نوعا من التطبيع واعترافا بشرعية الصهاينة .. مؤكدا أنه لابد من المقاطعة لهذه الزيارة للاستمرار بعدم الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني . دعا د. بيومي المسلمين إلي أن يكونوا علي صلة بإخوانهم الفلسطينيين سواء بالدعم المادي او المعنوي .. فالتواصل يكون بالنصرة والصلة الدائمة عبر المساعدات الفعالة التي تعطي للأشقاء قوة وتماسكا يستطيعون من خلالها التصدي لأعدائهم والصمود أمامهم بعزيمة وإصرار علي تحقيق النصر. الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام السابق للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية يؤكد علي السماح للمسلمين وغير المسلمين لزيارة القدس خاصة أن الصهاينة يبذلون كل ما باستطاعتهم من قوة لتهويد المدينة المقدسة وهدم المسجد الأقصي. قال إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يعرفون قيمة القدس في حياتهم وبالتالي فكل مسلم حريص علي القدس والأقصي إذا استطاع الزيارة يذهب الي هناك ليشد من أرز الفلسطينيين ويشعرهم بالقوة والطمأنينة. طالب د. الجندي بتعبئة الرأي العام العربي والإسلامي للسماح بالزيارة لكل من يريد السفر الي هناك حتي يشاهد كل مسلم بعينه محاولات طمس هوية القدس وتغيير ملامحها والمحاولات الدنيئة التي يسعي إليها الصهاينة لهدم الأقصي وبناء هيكل سليمان المزعوم الذين يريدون إقامته مكان أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسري رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم. واجبة شرعا الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ترحب بزيارة القدس في أي وقت وأي زمان ومكان. قالت د. نصير إن الواجب شرعا يقتضي من كل مسلم يكون في استطاعته الحصول علي أي تأشيرة أن يذهب لزيارة القدس ونصرة أهلها الذين يعانون من الجوع والفقر والشقاء في ظل احتلال غاشم واستبداد صهيوني ظالم. أضافت أن الفلسطينيين عندما يشعرون أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يساندونهم ويقفون بجانبهم سوف يجعلهم صامدين فقد قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم "مثل المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا" وقوله أيضا "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمي". فتوي خاطئة كان محمود الهباش وزيرالأوقاف الفلسطيني قد طالب في مؤتمر صحفي الشيخ القرضاوي بأن يتراجع عن فتواه التي يحرم فيها علي غير الفلسطينيين زيارة القدس .. مؤكدا ان هذه الفتوي خاطئة معتبرا أنها تخالف صريح القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.. فضلا عن أنها تقدم خدمة مجانية للاحتلال الاسرائيلي الذي يريد عزل المدينة المقدسة عن محيطها العربي والإسلامي ولا يرغب برؤية أي وجود عربي أو إسلامي في القدس. أشار الي أن الفتوي تضع كل العراقيل والعقبات أمام وصول الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين الي مقدسات المدينة ويعمل في نفس الوقت علي تكثيف الوجود اليهودي لتهويد المدينة المقدسة والاستيلاء علي مقدساتها.. مؤكدا أن زيارة القدس فريضة شرعية وضرورة سياسية وأنها حق مشروع للجميع. كما نفي الهباش أن زيارة المسلمين والمسيحيين للقدس تمثل تطبيعا مع اسرائيل بل علي العكس تكون حالة من التواصل مع القدس وأهلها.. وأن زيارة السجين ليست اعترافا بالسجان أو تطبيعا معه.