أحداث شديدة السخونة شهدتها جلسة محاكمة بشار أبوزيد "أردني" المتهم بالتجسس لحساب إسرائيل عن طريق تمرير المكالمات الدولية للداخل في إسرائيل وكان بطل هذه الأحداث هو المتهم نفسه فبمجرد ان وضع قدميه داخل قفص الاتهام وظهر بردائه الأبيض "قميص وبنطلون كاب" حتي أثار عاصفة داخل قاعات المحاكمة وذلك عندما طلب منه حرس المحكمة الدخول لغرفة المداولة لبدء الجلسة فرفض بشار وقال: بأعلي صوته "أنا مش داخل لغرفة المداولة أنا عايز الجلسة علنية .. هو عشان ساويرس مسنود قوي حولتوه لمحكمة اقتصادية رغم انه عمل أبراج توصل المعلومات لإسرائيل" وعبثاً حاول الجميع تهدئة ثورة المتهم لكنه رفض تماماً الخروج من القفص والدخول لغرفة المداولة وأطلق المزيد من تصريحاته الغاضبة وقال "روحتوا الأمريكان الجواسيس. وبتقولوا علينا إحنا الجواسيس" التحقيقات باطلة وتقرير خبير الاتصالات باطل وقد تمسك دفاع المتهم بعلانية الجلسة وطلبوا من بشار ألا يخرج من القفص مهما كلفه الأمر. وبعد ذلك حدثت مشادة كلامية بين أحمد الجنزوري محام المتهم وحرس المحكمة عندما طلب الحرس من المتهم النزول لغرفة السجن بناءً علي أوامر المحكمة التي قررت ان تنظر القضايا العادية أولاً وتترك قضية التجسس للنهاية لكن بشار رفض النزول وادعي انه يتعرض للتعذيب في السجن وأطلق العنان لتصريحاته واتهاماته في كل اتجاه مما استدعي معه ان يتم إنزاله جبراً فحدث مشادة كلامية بين الدفاع وقائد الحرس بالقاعة وتدخل نجيب جبرائيل المحامي الذي تصادف وجوده في القاعة وطالب جبرائيل من دفاع بشار ان يثبت تعرض موكله للإهانة في محضر الجلسة والتقدم ببلاغ ضد رجال الشرطة لتجاوزهم علي حد قوله في حق المتهم ورد أحد الحضور ان هذه مسرحية يقوم بها المتهم ليظهر في صورة البريء المعتدي عليه ويظهر من يحاكمونه كجناة. بعد ذلك بساعتين وتحديداً في الثانية والنصف ظهراً قام الأمن بإخلاء القاعة تماماً من الحضور باستثناء فريق دفاع المتهم وأمه التي حضرت منذ الصباح الباكر وابن خالته الذي جاء خصيصاً من الأردن لحضور الجلسة وبدأت الجلسة برئاسة المستشار مكرم محمد عواد وعضوية المستشارين صبحي اللبان وهاني عبدالحليم وأمانة سر محمد علاء الدين ومحمد طه حيث استمعت المحكمة إلي أقوال مدير إدارة التفتيش والقياسات بالجهاز القومي للاتصالات الذي حمل تقريراً فنياً عن الأضرار التي تسببها هوائيات الأبراج التي تم إنشاؤها علي الحدود مع إسرائيل. ثم استمعت المحكمة إلي المتهم بشار أبوزيد الذي زعم تعرضه للتهديد باغتصاب زوجته إذا لم يعترف بارتكاب هذه الجريمة كما ادعي انه أجبر من قبل جهات التحقيق علي تناول برشام معين لا يعرف اسمه قبل إجراء التحقيق معه بمعرفة نيابة أمن الدولة. من جهة أخري قررت المحكمة السماح لدفاع المتهم بالاطلاع علي ترجمة الإيميلات الموجودة علي جهز اللاب توب الخاص بالمتهم بعد غد الأربعاء وقررت المحكمة في نهاية الجلسة بتأجيل القضية لجلسة ابريل المقبل للاطلاع.