الحالمون بالسفر لأمريكا بلد الحرية والثراء يقفون في طابور طويل أمام السفارة جاردن سيتي ينتظرون تأشيرة دخول بلاد العم سام. هؤلاء منهم من يذهب للزيارة أو البزنس أو الدراسة ولكن هناك فئة من الشباب يجتاحهم حلم الهجرة هربا من البطالة والوضع الاقتصادي السيئ والمرتبات المتدنية اعتقادا ان الحياة في أمريكا مفروشة بالورود والدولارات الخضراء. تقول جير الدين مسئولة بالقسم الإعدادي والثانوي بإحدي المدارس الفرنسية ان الاقبال علي الهجرة لأمريكا أمل كثير من الشباب خاصة الذي تخرج في الجامعات ويعاني من البطالة وعدم وجود فرصة عمل مناسبة حتي وان كان يتميز بالكفاءة والتفوق فإن المكسب المادي لا يوفر الحياة الكريمة. هذا الي جانب الظروف الأمنية التي تعاني منها البلاد جعلت البعض يشعر بالقلق ويبحث عن مخرج للهجرة حتي تستقر الأحوال. اتفقت معها مريم يعقوب ربة منزل قائلة أنتظر التأشيرة لزيارة ابنتي التي تقيم في أمريكا منذ سنوات والتي حاولت البحث عن عمل يناسب مؤهلاتها براتب معقول فلم تجد ففضلت السفر والزواج والاستقرار هناك. حياة مستقرة أضاف نرمين ابراهيم سكرتيرة في إحدي الشركات ان السبب في السفر لأمريكا هو الحلم في حياة مستقرة وآمنة تحترم حقوق الإنسان في ظل ظروف عانت فيها البلاد من انعدام فرصة العيش الكريم وايجاد وظيفة فاتجه الشباب للبحث عن الهجرة أملا في تحقيق العيش والثراء بعيدا عن معاناة طويلة في مرتبات هزيلة تجعل الشباب يظل طوال عمره يلهث وراء لقمة العيش. سيدة وزوجها رفضا ذكر اسميهما أكدت الزوجة أنها تعمل في شركة خاصة وبمرتب جيد ولكن الأوضاع السياسية وحالة الانفلات الأمني وظهور البلطجة والسرقات والتعدي علي الطرق جعلهما يشعران بالخوف وفضلا السفر الي الأقارب حتي تهدأ الأمور وتستقر هذا الي جانب الحرية التي تتمتع بها أمريكا ولا أحد يفرض رأيه علي الآخر. وتمنيا الا يسيطر حزب واحد علي الحياة السياسية في مصر وان يكون هناك تمثيل لكل الطوائف والاتجاهات السياسية حتي ينعم المجتمع بالحرية التي قامت من أجلها الثورة. قال الدكتور هاني طايع دكتوراة في قانون بصحة المخ انتظر التأشيرة لزيارة معامل بصحة المخ وتطبيق هذا النظام في مصر وهي دراسة حديثة علي مستوي العالم. يري ان الشباب يحلم بالسفر لأمريكا هروبا من الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي عاني منه الشعب المصري سنوات طويلة من فقر ومرض وبطالة وأزمات طاحنة لم يشعر بها النظام القديم. البطالة.. السبب أشارت إيناس عماد محامية الي ان شباب الجامعات الذي يعاني البطالة والجلوس علي المقاهي يحلم بالسفر والعمل من أجل الشقة والعيش حياة كريمة بدليل الهجرة غير الشرعية الي ايطاليا وكندا وغيرها من البلاد. أضاف نبيل السعيد رجل أعمال أسافر الي أمريكا في رحلة عمل ولكن الشباب يحاول السفر نتيجة الاحباط من عدم توافر الوظائف وتدني المرتبات في ظل الارتفاع الرهيب للأسعار. اتفق معه محمد علام رجل أعمال وأضاف ان خريجي الجامعات يعملون مندوبي مبيعات وفي محلات البقالة والأمل ضعيف في الاستقرار الاقتصادي حيث تحتاج الدولة لوقت طويل للإصلاح بعد فساد 30 سنة ولهذا يتجه الشباب للسفر والهجرة رغم الشروط والحصول علي التأشيرة ليس سهلا. أضاف الدكتور مايكل فؤاد صيدلي ان سوء التخطيط في التعليم أدي الي إحباط الشباب لعدم وجود وظيفة أو فرصة عمل تناسب المؤهل وعلي الفور بمجرد التخرج في الجامعة يفكر الشباب في محاولة الهجر ة ويهيأ له ان السفر يحقق له كل طموحاته وخاصة الثراء. عبير نوح مدير موارد بشرية أكدت انها ترغب في الحصول علي التأشيرة لزيارة شقيقها الذي يعيش في أمريكا منذ 20 سنة ولكنها لا ترغب الهجرة أو البقاء في أمريكا. أشارت الي ان الشاب الذي يسعي وراء هدفه ويكافح سيحقق أحلامه في أي مكان ففي الهجرة يعمل الشاب في أي عمل دون خجل ولكن في مصر يشترط العمل في وظيفة ما وبمرتب كبير.. بالاضافة الي أن الأوضاع ستتحسن في مصر وتتحقق العدالة. اتفق معها د. أنور عياد صيدلي وأضاف أسافر لأمريكا في إطار الزيارة وأطالب الشباب بالكفاح في بلادهم والسفر لأمريكا للزيارة أو السياحة اذا توفرت الظروف والقدرة المالية. أضاف أمير وديع أسعد.. صاحب محل قطع غيار سيارات: الشباب يفكر في السفر عندما لا يجد فرصة عمل ويحلم بأمريكا أو إحدي الدول الأوروبية ولكن الأمور ستتغير لأن المستقبل أفضل في مصر وستكون مشكلة البطالة من أولي مهام مجلس الشعب والرئيس القادم.