شهدت محافظة سوهاج هجوما شرسا علي الرقعة الزراعية حيث انتشرت ظاهر البناء والتعدي علي الأراضي الزراعية منذ ثورة 25 يناير واستغل عدد كبير من المواطنين الانفلات الأمني وعدم الاستقرار من جهة وتخاذل بعض المسئولين من جهة اخري للتعدي علي 360 فدانا وزادت حالات التعدي إلي 8015 ألاف حالة خلال ال 10 اشهر الاخيرة وهو ما يهدد بتآكل الرقعة الزراعية بالمحافظة.. "المساء الأسبوعية" رصدت تلك الظاهرة المدمرة لثروة سوهاج الزراعية وكيفية مواجهتها. حمدي كوكب من شطورة بطهطا: لقد استغل بعض المخالفين عدم وجود استقرار أمني وراحوا يفعلون كل ما هو مخالف فالأرض الزراعية تم البناء عليها والمنافع تم التعدي عليها وأملاك الدولة في يد الكثير من الناس دون وجه حق فالمطلوب قبضة قوية في مواجهة المخالفين الذين اضروا بالرقعة الزراعية ومواجهتهم بحسم دون تباطؤ. * احمد ابراهيم مشرف زراعي من طهطا: هناك الآلاف من حالات التعدي علي الأراضي الزراعية في سوهاج خاصة بعد ثورة يناير وعقب فترة الانفلات الأمني وهناك حرص من بعض المواطنين علي البناء علي الأراضي الزراعية رغم كل تحذيرات المسئولين لأن العقوبات غير رادعة فبالتالي هناك اهمال من الجميع فلابد من مواجهة تلك الظاهرة للحفاظ علي الثروة القومية والتي تتمثل في الزراعة. * ابراهيم الأمير اخصائي باخميم يشير إلي تباطؤ المسئولين في مراقبة التعديات علي الأراضي الزراعية حيث ان تأخرهم في مواجهة التعديات هو السبب في انتشارها وكثرتها ومازال البناء علي الأراضي الزراعية ينتشر بكثرة ولقد شاهدت مثلا في اخميم التي اسكن فيها حالات كثيرة وسط الأراضي الزراعية وصلت إلي وجود منزل مكون من اربعة طوابق فأين كانوا عند بنائه انه اهمال ولا مبالاة فإذا كان هناك مخالفون فهناك من حرضهم علي المخالفات وهو التقاعس الشديد وخاصة المعنيين بالأراضي الزراعية والتعدي عليها. * محمد جلال مدرس من طما يطالب بعقاب رادع وحازم للقضاء علي هذه الظاهرة التي كثرت بصورة مفزعة في سوهاج ومراقبة التعديات والازالة فورا بالاضافة إلي الدوريات المستمرة للشرطة وخاصة علي الأراضي الزراعية بالمحافظة لضبط أي مخالفات بناء قد تحدث. * عبده محمود فضل موظف بهيئة آثار سوهاج يري في التعديات علي الأراضي الزراعية شكلا من اشكال البلطجة ولابد من مواجهتها بشتي الطرق مطالبا بتنفيذ حملات ازالة من الجهات المعنية ضمن خطة محددة لازالة جميع التعديات إذا أردنا فعلا مواجهة تلك الظاهرة. * تهاني عياد مدرسة بالكوثر توجه اللوم إلي المحليات بسبب تقاعسها في مواجهة تلك التعديات والانتظار فترة مما ادي إلي كثرتها خاصة ان حالات التعدي تعدت الستة آلاف حالة مشيرة إلي أن محافظة سوهاج اكثر المحافظات التي شهدت هجوما شرسا علي الأراضي الزراعية خاصة علي الطرق الرئيسية بالقري والمدن. * صابر عبدالرحيم بالادارة الزراعية بسوهاج: صحيح ان التعديات كانت موجودة قبل 25 يناير ولكن بسبب غياب الشرطة فإن المعدل زاد وطالب بضرورة الحفاظ علي الأراضي الزراعية الخصبة حتي لا نضطر إلي استيراد القمح من الخارج. * خلف عبدالرحيم مفتش بزراعة دار السلام أكد علي ان بعض المواطنين قاموا بتجريف المحاصيل الزراعية حيث استغلوا الانفلات الأمني وشرعوا في التعدي علي الأراضي الزراعية بالبناء وطالب الاجهزة الرقابية والمعنية باتخاذ موقف سريع وحصر هذه التعديات وازالتها حرصا علي الرقعة الزراعية. * يرفض احمد صادق عبدالغني - بالمعاش - سياسة الأمر الواقع التي يحاول المخالفون فرضها بتعديهم علي املاك الدولة والأراضي الزراعية حيث يقول لابد من تكاتف الجميع للحفاظ علي الرقعة الزراعية خاصة ان البعض واصل التعديات الليل بالنهار دون النظر إلي الصالح العام. * وتساءل رمضان كامل عن قانون البناء الموحد هل تم تطبيقه؟! لا انه حبر علي ورق وإلا لما ظهرت تلك التعديات التي أكلت الرقعة الزراعية ولو استمر الحال هكذا سنفقد الكثير من مصادر الدخل الرئيسية ليس في سوهاج فقط بل في مصر كلها. * ويضيف محمد حافظ بالتربية والتعليم هناك عدد كبير من المواطنين استغلوا فترة ما بعد ثورة 25 يناير وقاموا بالبناء علي الأراضي الزراعية بجميع مراكز المحافظة في غياب الرقابة الأمنية. * أشار السيد زكي عامل بالمنشأة إلي أن بعض المخالفين يفضل استخدام الطوب الأبيض في البناء لأنه عندما يأتي قرار الازالة فإن عملية الهدم لا تؤثر علي تلك الأحجار البيضاء. * السيد ابراهيم مشرف زراعي بالمراغة قال ان مركز المراغة من المراكز التي ظهرت بها التعديات بصورة واضحة بل ان أحد المواطنين استطاع ان يبني منزلا بل عمارة من عدة طوابق في فترة قليلة فأين كانت الجهات المعنية من ذلك الشخص. وطالب احمد علام موظف من جرجا بالتشديد علي المخالفين وعدم التهاون مع أي شخص يقوم بالتعدي علي الأراضي الزراعية أو أملاك الدولة حتي لا نفقد مصدرا مهما من مصادرنا القومية. * ويقول محمد النقراشي موظف بالبلينا: لقد لاحظت شيئا غريبا فقبل الثورة كانت التعديات تقتصر علي بناء حظيرة للمواشي لكن بعد الثورة رأينا فيما يشبه طوفان من البيوت المتعددة الطوابق والعمارات علي الأراضي الزراعية فيما يشبه حملة شرسة علي الأراضي الزراعية. * الدكتور ياسر حامد عبداللاه بالمعهد العالي للدراسات النوعية بالجيزة وأحد ابناء سوهاج يري تأثير التعديات خطيرا إذ لم نتدارك الموقف في سوهاج خاصة علي المدي القريب والبعيد مشيرا إلي تآكل الرقعة الزراعية سيؤثر علي دخل المواطن. من جهته أكد المهندس علاء ياسين السكرتير العام لمحافظة سوهاج علي حقيقة ان هناك تعديات علي الأراضي الزراعية وقد كثرت بالفعل بعد ثورة 25 يناير نتيجة لأسباب كثيرة منها عدم الاستقرار الأمني والحالة التي نعيشها ما بين اضرابات واعتصامات واحيانا بلطجة من بعض الخارجين عن القانون إلا ان هذا لا يمنع ان المحافظة بكافة اجهزتها تواجه تلك التعديات بالحملات التي تقوم بها الجهات المعنية ونجحنا في كثير من المرات في ازالة العديد من التعديات بل إن محافظ سوهاج في اجتماعه الأخير شدد علي رؤساء الأحياء والمدن والقري ومديري المديريات المعنية بمواجهة التعديات علي الأراضي الزراعية ولا تهاون ضد من يعتدي عليها ومازلنا نعمل بالتنسيق مع كل الاجهزة لازالة التعديات الموجودة بمحافظة سوهاج. * المهندس مصطفي محمد عبدالفتاح وكيل وزارة الزراعة بسوهاج أكد علي ان حالات التعدي قد زادت منذ ثورة 25 يناير حيث وصل عدد حالات التعدي علي الأراضي الزراعية بسوهاج إلي 8015 حالة علي مساحة 360 فدانا تعد في صورة تظهر مدي خطورة ذلك علي الرقعة الزراعية وتمت ازالة 1280 حالة وارجع ذلك إلي الحالة الأمنية التي تعيشها البلاد بصفة عامة وسوهاج بصفة خاصة وايضا عدم وعي المواطنين بمدي خطورة التعدي علي الرقعة الزراعية مشيرا إلي الظروف التي مرت بها المحافظة مثل مشكلة دار السلام وتلتها العزيزات وكذا بعض الاضرابات ربما اعاقت تنفيذ بعض التعديات لكن هناك اتجاهاً واصراراً قوياً علي ازالة جميع التعديات. أوضح ان مركز طما من اكثر المراكز التي تشهد حالات تعدي حيث بلغت اكثر من 850 حالة ثم مركزجرجا فأخميم حوالي 800 حالة أما اقل المراكز في حالات التعدي ساقلتة والعسيرات وجهينة حوالي 300 حالة وبالنسبة إلي قرار 119 الخاص بالبناء الموحد. أشار إلي انه يتم فيه تحرير الوحدة المحلية محضرا عن طريق اثبات حالة حيث تعطي الوحدة قراراً بوقف الاعمال حتي يتم وقف العمل خلال 48 ساعة بالاضافة إلي غرامة تصل إلي 1% من قيمة الاعمال المخالفة عن كل يوم يمتنع فيه المخالف عن تنفيذ قرار الازالة. وأكد علي ان هناك اتجاهاً مع قرار الازالة ان يتم مصادرة الطوب الابيض الذي يتم البناء به فوق الأراضي الزراعية خاصة ان البعض يستغل هذا الطوب في البناء مرة أخري بعد قرار الازالة لأنه لا يتم هدمه ووجه وكيل الوزارة بعض الاتهامات إلي عدد من مسئولي المحليات التي مازالت بها فساد واهمال. المهندس كمال شلبي رئيس مركز ومدينة طما يؤكد علي حقيقة انه توجد تعديات علي الرقعة الزراعية في سوهاج وبالنسبة لطما التي تحتل المرتبة الأولي في حالات التعدي قال بالفعل وهذا دليل علي اننا نعمل ولا نتهاون في اصدار قرارات التعدي علي الأراضي الزراعية أو أملاك الدولة ورصدها بالكامل لاتخاذ السبل القانونية تجاهها وذلك من خلال التعاون بين الاجهزة المختلفة بالمحافظة.