في كل يوم يظهر دليل أو أدلة جديدة علي القاعدة الذهبية في عالم السياسة وهو أن "المتغطي بأمريكا عريان" وآخر الأمثلة علي ذلك العلاقات الأمريكية الجورجية التي توثقت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة فقد تم توقيع العديد من الاتفاقيات ودعم أوجه التعاون بين البلدين. لكن الملاحظ هنا أن هذا التعاون الوثيق وتلك العلاقات الدافئة جاءت في الوقت الضائع بعد أن تكرس انفصال مقاطعتي أوسيتيا الجنوبية وابخازيا وإعلان كل واحدة منهما نفسها دولة مستقلة ذات سيادة. فالتاريخ لا يزال قريبا في أغسطس من عام 2008 عندما بدأت القوات الجورجية حملة عسكرية لاخضاع الاقليميين المنشقين وحققت هذه القوات في البداية انتصارات كبيرة قبل أن يتدخل الجيش الروسي ويلحق بجورجيا هزيمة قاسية ويحتل أجزاء من جورجيا ولتنتهي الحرب بتكريس انفصال الاقليميين وإعلان روسيا الاعتراف بهما. المهم أنه خلال الحرب استغاث رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي بالولايات المتحدة وطلب تسليح بلاده في مواجهة العدوان الروسي بلا جدوي كل ما وصله عدة سفن محملة بالأدوية والأغطية وظل ساكاشفيلي يوثق علاقاته من جديد مع الحليف الذي سبق وتخلي عنه.