شعب مصر لا يمكن أن ينسي بطولات أبناء بورسعيد البواسل. وكيف وقفوا وثبتوا علي قلب رجل واحد يدافعون عن مصر كلها في وجه العدوان الثلاثي عام .1956 حقق أبناء بورسعيد معجزات سجلها لهم التاريخ في التصدي للقوات المعتدية البريطانية والفرنسية والإسرائيلية أدهشت العالم. ولم تقتصر المقاومة العنيفة علي رجال المدينة فقط. بل خرج الرجال والنساء عن بكرة أبيهم يفدون بأرواحهم وطنهم. وشهد حي المناخ ملحمة رائعة عندما هبط جنود الأعداء بالمظلات يريدون احتلال المدينة لكن المقاومة البورسعيدية اصطادتهم بالرصاص وبالشوم وبكل ما وقع في أيدي رجالها من أدوات بدائية وغير بدائية ولم يسمحوا للعدو أن يحقق أغراضه.. قاتلوهم من مكان إلي مكان وطاردوهم في كل بقعة في المدينة حتي انسحبوا خائبين يجرون أذيال الهزيمة. وأصبح يوم 25 ديسمبر من كل عام عيداً قومياً لمصر تتغني فيه بكفاح هؤلاء الرجال الأشداء الذين حققوا انتصارهم في هذا اليوم.. لكن النظام السابق أبي أن يظل هذا اليوم علامة مضيئة في تاريخ مصر عامة وبورسعيد خاصة فتم تجاهله منذ سنوات عديدة. هذا الشعب البورسعيدي العظيم بكل جينات الرجولة والشهامة التي يتمتع بها لا يمكن أن يرتكب مخالفة واحدة ضد أي مواطن من أية محافظة أخري.. وبالتالي من المستحيل أن يكون هناك فرد واحد من أبنائه الأسوياء يرتكب أو يشارك في الجريمة التي وقعت في ستاد المدينة ضد ضيوفهم من مشجعي النادي الأهلي. وقد كانوا أعدوا لهم اسقبالاً حافلاً للترحيب بهم وليثبتوا أن الرياضة عامل تقارب ومحبة بين الشعوب بعضها مع بعض. فضلاً عن أبناء الوطن الواحد. يؤكد البورسعيديون استحالة قيام مشجعي النادي المصري بمهاجمة مشجعي الأهلي بالصورة السريعة التي تمت بها لأن المسافة بين المدرجين بعيدة ولا تقطع في أقل من ثلث أو نصف ساعة. بينما الكارثة التي وقعت تمت في دقائق معدودة. المجرمون الذين ارتكبوا هذه المذبحة ركبوا مع مشجعي الأهلي من أطراف بورسعيد واندسوا بينهم ودخلوا إلي مدرجهم. وفي لحظات ارتكبوا جريمتهم ضرباً بأسلحة بيضاء وقذفاً من فوق المدرجات بل شنقاً أحياناً وضرباً بالرصاص أحياناً أخري.. ثم انسلوا بعد ذلك وتاهوا في الزحام. تاركين التهمة تلتصق بالشرفاء من أبناء المدينة الباسلة. لابد أن يرفع الإعلام المغرض يديه عن أبناء بورسعيد. ولابد أن نعيد الاعتبار لهم ونعتذر لهم عن الاتهامات الظالمة التي وجهت إليهم.. ولابد أن يعيد النادي الأهلي النظر في القرارات التي اتخذت بمقاطعتهم. أبناء بورسعيد جدعان وأولاد جدعان.. ومن يقل غير ذلك فليس منا.