يسعي لاعبو غينيا الاستوائية الذين يلعبون في بطولات دوري قليلة الشأن ومدربهم الرحالة المغمور إلي تحقيق مفاجأة أمام فريق يضم أسماء معروفة مثل ديدييه دروجبا ويايا توري في كأس الأمم الافريقية لكرة القدم. وتخطت غينيا الاستوائية التي تتقاسم استضافة البطولة بالفعل أقصي طموحاتها بتأهلها لدور الثمانية بتشكيلة غير مألوفة من اللاعبين بعضهم ولد ونشأ في اسبانيا لأبوين من الدولة الافريقية والبعض الآخر ولدوا أيضاً خارج البلاد لكنهم حصلوا علي جنسيتها. وسيحاول الفريق اليوم تفجير مفاجأة أكبر بالإطاحة بمنتخب ساحل العاج القوي الذي فاز بمبارياته الثلاث في دور المجموعات دون أن يستقبل أي هدف. وقال البرازيلي جيلسون باولو مدرب غينيا الاستوائية "لم أنظر لفريقي قط علي انه خارج الترشيحات.. ربما تنظر وسائل الإعلام لفرصتنا علي انها ضعيفة لكننا نريد أن نتقدم في البطولة قدر المستطاع". وفي مباريات أخري بدور الثمانية تلتقي الجابون التي تتقاسم استضافة البطولة بقيادة المهاجم صاحب تصفيفة الشعر الغريبة بيير ايمريك أوباميانج الذي يلعب في فرنسا مع مالي التي يقودها سيدو كيتا وفي ظل مساندة جماهيرها تبدو مرشحة للتأهل. وتلعب زامبيا صاحبة الأداء الهجومي مع السودان وهو مفاجأة أخري في البطولة بينما تلتقي غانا المرشحة بجانب ساحل العاج لإحراز اللقب مع تونس الخطيرة في مباراتين من الصعب توقع النتيجة فيهما. وأصبحت البطولة التي كانت مهددة بالافتقار للإثارة عقب إخفاق مصر ونيجيريا والكاميرون وجنوب افريقيا في التأهل واحدة من أفضل البطولات في الأعوام الأخيرة بمساعدة بعض الإثارة وأهداف في اللحظات الأخيرة. وفي ظل استعداد أغلب الفرق للمخاطرة وتقديم أداء هجومي ارتفع مستوي التوقعات بالنسبة لمباريات دور الثمانية. وشهدت البطولة أهدافا رائعة من بينها عدة أهداف بتسديدات من ركلات حرة من مسافة بعيدة والكثير من الإثارة مثل تسجيل الجابون لهدف في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع لتفوز 3/2 علي المغرب وتتأهل لدور الثمانية. وفي الجانب السلبي كانت الاستادات خالية تقريبا في المباريات التي لا تضم صاحبي الضيافة رغم أن الاستاد الجديد في ملابو الذي تتسع مدرجاته إلي 15 ألف مشجع سيكون صغيرا عندما تلتقي غينيا الاستوائية مع ساحل العاج بطلة القارة عام .1992 والفوز علي ساحل العاج ربما يبدو أمراً بعيد المنال لغينيا الاستوائية التي صعدت عقب انتصارات في اللحظات الأخيرة علي ليبيا والسنغال. وأظهرت ساحل العاج التي تضم تشكيلتها ستة لاعبين من الدوري الانجليزي الممتاز من بينهم دروجبا مهاجم تشيلسي وتوري لاعب وسط مانشستر سيتي وخمسة من دوري الدرجة الأولي الفرنسي ولاعبين من دوري الدرجة الأولي الألماني قوتها. وبعد أن ضمنت التأهل لدور الثمانية أجرت ساحل العاج تسعة تغييرات علي التشكيلة الأساسية ومع ذلك تغلبت 2/صفر علي أنجولا. ويبدو "الأفيال" فريقا صلبا تحت قيادة المدرب فرانسوا زاهوي الذي أكد مرارا رغبته في العودة بالكأس إلي أبيدجان رغم أن وسائل الإعلام في بلاده لا ترحب بالنزعة الحذرة المتحفظة في أداء الفريق. وتبدو الجابون التي ستواجه مالي مرشحة أقوي لبلوغ الدور قبل النهائي من شريكتها في استضافة البطولة.