عندما قامت ثورة 25 يناير 2011 انضم إليها الشعب كله مؤيداً ومباركاً وتصور انه تخلص من الفساد وهو أحد أهم أهداف القيام بهذه الثورة ولكن ولان مصر كبيرة وكبيرة جداً وان تواجدها وسط منطقة ساخنة مليئة بالمتناقضات ما بين الأصدقاء والاعداء فقد طال تحقيق الهدف الأول من تلك الثورة وهو القضاء علي الفساد وظهرت مطالب أخري أهمها تحقيق الديمقراطية بأجل معانيها وليس بالشعارات التي عشنا معها طوال أكثر من ستين عاماً ومع ذلك تحقق الجزء الأول من الديمقراطية بانتخابات مجلس الشعب كما أنفجر ما في النفوس والقلوب وما أمرض الصدور وهو المطالب الفئوية التي طالما بحث عنها الشعب فلم يجدها أيام الحكم الفاسد. كل هذه الأمور وأكثر صورت للشعب انه لابد من ثورة جديدة أو ثورة لتفعيل الثورة التي قامت في مطلع العام الماضي وانتظر الناس يوم 25 يناير 2012 وجاء اليوم و إذا بالشعب يزداد تلاحما ويزداد تمسكا بثورته الرئيسية ويتمسك بنفس المطالب التي من أجلها قام في البداية حتي تحقق الجزء الأكبر في خلع رؤوس الفساد ولم يبق غير الذيل الذي يتمثل في اقتلاع الفساد ومن جذورة بمحاكمات عادلة وسريعة وناجزة حقق 25 يناير 2012 ما كان غير متوقع وهو ماتخوف منه الشعب ان يحدث كل ذلك جاء بسبب أمر سحري وليس سري أكدته أحداث الأيام السابقة وهي ان شباب ورجال هذا البلد يعشقون وطنهم وعندما فكروا بتعقل وتدبر اكتشفوا انه ليس بالتحطيم والتكسير والاتلاف سوف تتحقق المطالب ولكن بالتظاهرالسلمي النظيف والتمسك بالمطالب وزيادة التماسك وإقرار ان كل عناصر الشعب هي جزء من كل تحت شعار واحد الجيش والشرطة والقضاء والشعب ايد واحدة. نجحت الثورة الجديدة وشعر عقلاء هذا الشعب ان ابواب الخير قادمة وان مصر ابدا لن تموت كما أراد لها الاعداء وإذا تراجعت فإنها سرعان ما تعود إلي شموخها بفضل أبنائها. أسعدني كثيراً مناظر مظاهرات شعبي مصر في كل الميادين والشوارع وهي تهتف باسم مصر وحدها بلا شغب وفي ظل جيش يحمي وشرطة تراقب لم تشهد حوادث أو قتل وشهداء كما حدث في الماضي لان الجميع خرج علي هدف واحد مصر أولا ومصر آخراً وعاشت مصر حرة مستقلة.