مدارس النفاق متعددة وقبيحة ولا يستفيد المنافق علي المستوي البعيد سوي الازدراء والسخرية والغريب في الأمر أن هناك من يتطوع بالنفاق ولسبب واحد فقط هو سوء منبته ووضاعة تربيته وما ظهر خلال امتحانات المدارس خلال الأيام الماضية يثير الكثير من علامات الاستفهام حول ضحالة واضعي الامتحانات الفكرية وسوء تربيتهم رغم أنه للأسف الشديد موكل إليهم تربية النشء وهو ما يجب فضحه بكل السبل حتي لا يشارك مثل هؤلاء في تشويه عقول التلاميذ الصغار ودفعهم دفعاً إلي التملق والنفاق علي أنه واحد من أهم آليات العصر. نعم كان عصر مبارك مفرخة لكل أنواع النفاق في الصحف والأغاني وحتي في الأناشيد الوطنية. لقد ارتاح التلاميذ من امتحانات مضحكة وأسئلة ساخرة عن صاحب الضربة الأولي والطلعة الأولي والهبشة الأولي. فإذا ببعض واضعي الامتحانات في المراكز والكفور يولون وجههم شطر نماذج جديدة لنفاقهم. امتحان في اللغة العربية وكأن اللغة العربية خلقت للنفاق وأن مدرسيها هم أستاذة هذا الفن. امتحان وسؤال إجباري يطلب من التلاميذ توجيه تحية إلي المجلس العسكري وامتحان آخر وسؤال مضحك حول كتابة خطاب تهئنة إلي الإخوان المسلمين بفوزهم في الانتخابات. لقد أسقطت ثورة 25 يناير مدمني النفاق الأول المخلوع إياه ولم تغلق الثورة مدارس النفاق التي أصبح لها تلاميذ ونظار ومدرسون وفراشون. النفاق هو من صنع مبارك وهناك من يحاول أن يصنع ألف مبارك والمشكلة كما ذكرت في المتطوعين من المنافقين الذين لم يطلب أحد منهم أن ينافقوا ولكنهم فيما يبدو جبلوا علي هذه العادة السيئة التي تنخر في عظام الأمم والشعوب. هؤلاء المعلمون الذين وضعوا مثل هذه الأسئلة يجب محاسبتهم إدارياً حتي لا يدسوا السم في عقول الصغار. النفاق أحياناً يصل إلي حدود يصعب تصديقها ويصعب حكيها أيضا بسبب المتطوعين أصحاب البلادة الفكرية. هم بلداء بالفعل إلي أنهم مبدعون في النفاق أملاً في الحصول علي رضا ممن يظنون أن بيدهم الأمر وينتهي دور المنافق إلا أنه يظل امثولة تروي وينقلها جيل بعد جيل ولا ينسي الوسط الصحفي قصة المحرر الذي استقبل رئيسه بعد عودته من الحج وقال ما يقال في مثل هذه الظروف "حج مبرور وذنب مغفور" فإذا بمنافق يقفز عليه ويكاد يفترسه قائلاً "الريس ليس له ذنوب يا غبي" ألم نقل أن للنفاق مدارس!