ربما لا يكون لمصر فواتير مستحقة علي الأشقاء العرب. لكن المؤكد ان لها حقوقا واجبة الأداء في الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة. مصر تلقت وعودا من أشقائها الأثرياء بتقديم مساعدات مالية لم يصل منها دولار واحد حتي الآن. يريدون معاقبة مصر وكل الشعب علي محاكمة الرئيس السابق. أو هم علي الأقل لا يريدون إغضاب أمريكا التي تحرضهم علي عدم الوفاء بتلك الوعود. الأشقاء اختزلوا مصر في شخص مبارك ونسوا أو تناسوا الماضي القريب عندما اهتزت عروشهم بعد احتلال صدام للكويت ودور مصر العظيم آنذاك. صحيح ان موقف مصر السياسي وقتها بلوره الرئيس السابق. لكنه حظي بدعم وتأييد شعبي كبير واقترن بعمل عسكري دولي كان لمصر دور بارز فيه. موقف العرب يدعو للخزي والاستياء. والأيام دول. وقد وجدتم مصر بجواركم في كل المواقف وهذا وقت يجب ان تقفوا فيه موقفها منكم في كل ظرف. واعلموا ان مصر ليست كلها ميدان التحرير ولا كل المصريين كانوا مع المحاكمة. مصر تستحق من أشقائها موقفا لا يعكس هذا التخاذل والتقاعس عن أداء الواجب ولا نقول المستحقات والأيام كما قلنا دول. فإذا عجزتم عن تقديم منح ومساعدات لا ترد كما وعدتم فبالامكان تقديم قروض حسنة يعني بلا فوائد. بدلا من ان تذهب مصر مرغمة إلي صندوق النقد الدولي بشروطه المجحفة. ألا تجدون في سجل مصر شيئا يحمد لها أبدا تستحق عنه ان تغيروا موقفكم منها؟! الدكتور الجنزوري لفت الأنظار إلي المساعدات المالية الكبيرة التي قدمتها دول الخليج إلي دول عربية شقيقة ربما لا تكون في نفس الظروف السياسية ولا حتي الاقتصادية السيئة التي تواجهها مصر ومع ذلك لم يغضب بل أثني علي موقف الأشقاء وأراد ان تلقي مصر نفس الاهتمام ويفي الأشقاء بوعودهم.