أخفق فريق الاهلي في الحفاظ علي تعادله أمام بايرن ليخسر في آخر دقيقة 2/1 بعد أداء مشرف للفريق وللكرة المصرية في المباراة التي أقيمت بينهما باستاد أحمد بن علي بنادي الريان. المباراة في مجملها جاءت عالية الأداء من حيث المستوي الفني خاصة وان الفريقين لعبا بكامل التشكيل الأساسي منذ البداية وكانت الجدية عنوان اللقاء المثير. واحترم كل فريق منافسه ومنحه قدره المطلوب فلم تهتز شباك الأهلي كثيراً وتعامل البايرن بجدية وقوة فنجا من هزيمة لم تكن بعيدة عنه خاصة وان الاهلي أجاد بالفعل وأحرج ماكينات بايرن ميونيخ الألمانية. استحق الأهلي كل الاشادة والتقدير بالفعل خاصة في الشوط الثاني عندما زادت قوته الهجومية بنزول أبوتريكة وجونيور ثم وليد سليمان ولكن مازال هناك قصور واضح بسبب غياب رأس الحربة الصريح ولو كان هناك مهاجم صريح لاستطاع استثمار أكثر من فرصة محققة. وبرغم الجهد الواضح للحارس شريف اكرامي إلا انه أضاع جهده ومن قبله جهد زملائه بسبب الخطأ الفادح الذي ارتكبه ونتج عنه الهدف الثاني للبايرن واضاع علي الأهلي فرصة تعادل تاريخي. وأمام خطأ اكرامي كان بركات من أفضل لاعبي الأهلي ليس لانه صاحب الهدف ولكن لأنه كان شعلة نشاط منذ البداية وحتي استبداله حيث اخترق دفاع الألمان أكثر من مرة. البايرن يتفوق أما عن أحداث المباراة نفسها فقد بدأ الشوط الأول بصحوة أهلاوية واضحة فيما يشبه حمي البداية من حيث الحماس والقوة والسرعة من جانب لاعبي الأهلي. واستمرت الصحوة الحمراء ال15 دقيقة الأولي وامتلك خلالها الأهلي الكرة بشكل واضح ولكن في وسط الملعب حيث انتهت دائماً هجمات الأهلي امام منطقة جزاء البايرن. وفي هذه الأثناء لم يخرج رد فعل البايرن عن مجرد التصدي للمحاولات الأهلاوية لحين التعرف علي مصادر الخطورة والثغرات تمهيداً لشن الهجوم الألماني علي بطل أفريقيا. ولم يتمكن الأهلي من استغلال هذه الفترة بسبب غياب التعاون بين ثلاثي الهجوم محمد بركات وعبد الله السعيد ومحمد ناجي جدو فلم يقدم الثلاثي أي جملة هجومية سوياً رغم استحواذ الأهلي علي الكرة. ولم يترك البايرن الفرصة للأهلي كثيراً بعدما بدأ نجومه في التحرك ومع مرور 20 دقيقة من الشوط الأول وظهر فيليب لام والالماني روبين والمتحرك أودكا ومن خلفهم شفانشتيجر ومعهم بدأ شريف اكرامي حارس الأهلي يظهر في الصورة. ولم تستغرق محاولات البايرن أكثر من عشر دقائق لاحراز هدف التقدم الأول عن طريق أودكا الذي نجح في هز شباك الأهلي بضربة رأس في الدقيقة 30 بعد ضغط متواصل علي مرمي الأهلي. فرض البايرن بعد الهدف سيطرته التامة علي مجريات الأمور من خلال لعب الكرة السهلة البعيدة عن التعقيد فالفريق يصل الي أمام منطقة الجزاء من تمريرتين أو ثلاث علي الأكثر. واتيحت للبايرن فرصتان حقيقيتان للتهديف خلال الوقت المتبقي من الشوط الأول احتسبت تسللاً بسبب مشاركة من اديكا المتسلل لزميله ارين روبين المزعج في الهجمة. أما الثانية فقد تصدي لها شريف اكرامي باقتدار يحسب له وانقذ مرماه من هدف أخير عندما خرج في الوقت المناسب لملاقاة روبين المنفرد به تماماً ولحسن حظ اكرامي ان الكرة ارتدت الي مولر الذي سدد في السماء فلم يضع مجهوده هباء. وسبق هذه الهجمة تحديداً أخطر فرصة للأهلي وكانت هي التهديد الفعلي لمرمي الحارس الألماني نوير من تسديدة للاعب عبد الله السعيد وذهبت الكرة باتجاه المرمي ولكنها وجدت قدم مدافع البايرن لتصطدم بها وترتد الي داخل منطقة الجزاء ولم تجد المتابع لها لينتهي الشوط الأول بتقدم البايرن 1/صفر. مع انطلاقة الشوط الثاني أتت التغييرات الهجومية للمدير الفني للأهلي بثمارها بعدما دفع باللاعبين محمد أبوتريكة والبرازيلي جونيور علي حساب الثنائي جدو وعبد الله السعيد بغرض التعادل بعد مرور خمس دقائق تقريبا.. وسريعاً ما جاء التعادل بالفعل بقدم أبوتريكة. والهدف الأحمر كان علي طريقة البايرن بتمريرة بينية من أبوتريكة الذي لعب واحدة من بتوع زمان تقدم لها بركات منطلقاً بخفة ومهارة سددها من الحركة لحظة خروج الحارس فسكنت شباك نوير. كاد جونيور يحرز الهدف الثاني عندما تلقي الكرة امام منطقة الجزاء وراوغ في مشهد برازيلي حقيقي وتقدم واخترق وسدد لكن الكرة اصطدمت بأحد المدافعين. يشعر لاعبو البايرن بالخطر المحيط بالفريق ويعيد تنظيم صفوفه من جديد استعداداً لشن هجمات علي المرمي الأحمر. ويضغط البايرن ويصل لمنطقة الجزاء ويقترب من المرمي ولكن تفشل هجماته أمام الأداء الدفاعي المنظم للاعبي الأهلي. وزاد الأداء الدفاعي تنظيماً للأهلي مع اكتساب لاعبيه الثقة بعد الهدف وهو ما ساعد أيضاً علي قيام الأهلي بهجمات مباغتة علي مرمي البايرن. فرصة أخري كاد محمد بركات يسجل الهدف الثاني بعدما راوغ وانطلق ووصل حتي حدود المنطقة لكنه تعرض للعرقلة من الخلف وسقط ليحتسب الحكم ضربة حرة مباشرة تصدي لها أبوتريكة وسدد وانقذها نوير. وتوالت تغييرات مدرب البايرن بوب هينكسي لتنشيط صفوف فريقه وزيادة القوة الهجومية. ويحاول روبين الوصول للشباك أكثر من مرة لكن الدفاع الأحمر كان بالمرصاد وينزل وليد سليمان في آخر عشر دقائق من المباراة بدلاً من محمد بركات الذي أدي واجباته علي أكمل وجه وسجل الهدف. وينزل شهاب أحمد بدلاً من حسام عاشور وأحمد شديد مكان سيد معوض للحفاظ علي النتيجة علي الأقل. وخلال الدقائق الخمس يسيطر الأهلي علي زمام الأمور ويتلاعب وليد سليمان بلاعبي البايرن وتهتف الجماهير في الملعب كفاية حرام ولكن كل هذا دون الوصول الي مرمي نوير. وفي آخر دقيقة يخطف أديكا فرصة الأداء المميز للأهلي خلال الشوط الثاني ويسجل هدف الفوز لصالح بايرن ميونيخ نتيجة خروج خاطئ من شريف اكرامي الذي اصطدمت الكرة بقبضة يده لتسقط أمام اديكا فيسددها مباشرة في المرمي مقدما درساً عملياً للأهلي علي ضرورة اللعب بكل جدية وتركيز علي المرمي حتي آخر لحظة ليفوز البايرن بالمباراة 2/1 وينال الأهلي كل التقدير والاشادة علي الأداء.