مع إسدال الستار علي عام 2011 بكل ما فيه من أحداث وبطولات رياضية يستعد عشاق الرياضة بمختلف أنواعها لسنة ثقيلة جداً علي صعيد المسابقات الدولية والعادية حيث يشهد عام 2012 الذي يقف علي أبوابه العديد من الأحداث الهامة التي ينتظرها الكثير في جميع أنحاء العالم. وتعتبر الأحداث الثلاثة الأبرز خلال العام الجديد هي بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم وأمم أفريقيا وأوليمبياد لندن. ويأمل محب الكرة ان يكون العام الجديد أكثر إشراقاً من الذي سبقه لاسيما وان عام 2011 شهد أحداثاً مؤسفة لم يكن يتوقعها أحد والتي بدأت بالصراع بين بلاتر وبن همام علي رئاسة الفيفا في الانتخابات الأخيرة وانتهت بفضائح فساد اهتزت لها جدران الصرح الأكبر في كرة القدم وجعلته يفتقد للمصداقية التي دائماً ما تحدث عنها بلاتر. وتتجه أنظار الملايين من كل أنحاء العالم الصيف المقبل صوب العاصمة البريطانية لندن في الفترة من 27 يوليو الي 12 أغسطس المقبلين لمتابعة واحدة من أبرز الدورات الأوليمبية في التاريخ حسب توقعات الكثيرين. ووضعت دورة الألعاب الأولمبية السابقة في بكين عام 2008 منظمي أولمبياد لندن في موقف صعب. بعدما ارتقي المنظمون في الصين بمعايير التنظيم والاستضافة لدرجات رائعة أشاد بها جميع المشاركين والمتابعين. وبخلاف التنظيم. ينتظر أن تشهد الدورة مستويات فائقة من المنافسة والتألق في مختلف الرياضات. وان كان من المتوقع ان تجذب منافسات العدو وخاصة سباق 100 متر معظم الاهتمام في ظل التنافس الذي ينتظره لجامايكي يوسين بولت حامل اللقب بعدما أظهرت بطولة العالم الماضية لألعاب القوي في دايجو بكوريا الجنوبية ان مهمة بولت لن تكون سهلة علي الاطلاق في الدفاع عن لقبه الأوليمبي. كما يتوقع ان تشهد منافسات باقي الرياضيات منافسة شرسة ومنها سباقات السباحة وألعاب القوي. وتقام فعاليات الدورة بمشاركة أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية يمثلون أكثر من 200 دولة من مختلف أنحاء العالم حيث يتنافسون في 302 سباق ومسابقة في 26 رياضة تشهدها فعاليات الدورة. وقبلها بأسابيع قليلة. تستضيف بولندا وأوكرانيا بالتنظيم المشترك فيما بينهما فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012" والتي تقام في الفترة من الثامن من يونيو إلي أول يوليو المقبلين. وتمثل هذه البطولة نهاية حقبة زمنية في تاريخ البطولة بصفتها آخر دورة تقام بمشاركة 16 منتخبا. إذ سيرتفع العدد بداية من البطولة التالية إلي 24 منتخبا. وينتظر عشاق الساحرة المستديرة انطلاق فعاليات هذه البطولة بأقصي سرعة لمتابعة الصراع المنتظر بين المنتخب الإسباني حامل اللقب والمرشح بقوة للحفاظ علي لقبه وباقي منافسيه وفي مقدمتهم المنتخب الألماني صاحب المسيرة الرائعة في التصفيات المؤهلة للمسابقة. تتسم البطولة بضعف فرص أصحاب الأرض في المنافسة علي بلوغ الأدوار النهائية في البطولة بل وعلي اجتياز فعاليات الدور الأول "دور المجموعات" خاصة وأن المنتخب البولندي يشارك في البطولة للمرة الثانية فقط. في حين يشارك فيها المنتخب الأوكراني للمرة الأولي. وأوقعت قرعة النهائيات بولندا علي رأس المجموعة الأولي مع منتخبات اليونان وروسيا والتشيك لتكون أقل المجموعاتپمستوي. بينما تضم المجموعة الثانية هولندا والدانمارك وألمانيا والبرتغال لتكون مجموعة الموت. وتضم المجموعة الثالثة منتخبات اسبانيا حامل اللقب وإيطاليا وأيرلندا وكرواتيا بينما تضم المجموعة الرابعة منتخبات أوكرانيا والسويد وفرنسا وإنجلترا. أمم أفريقيا كما يشهد عام 2012 بطولة قارية أخري هي بطولة كأس أمم أفريقيا التي تقام بالتنظيم المشترك أيضا بين الجابون وغينيا الاستوائية من 21 يناير الي 12 فبراير المقبل. وتبدو فرص أصحاب الأرض ضعيفة أيضا في المنافسة بهذه البطولة بل وفي اجتياز الدور الأول للبطولة. حيث يشارك منتخب غينيا الاستوائية في البطولة للمرة الأولي. في حين يشارك المنتخب الجابوني في النهائيات للمرة الخامسة. كما تشهد البطولة مشاركة منتخب النيجر للمرة الأولي في النهائيات. علما بأن تأهله للبطولة جاء علي حساب منتخبين عريقين هما منتخبنا الوطني الفائز بألقاب آخر ثلاث دورات وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب "سبع مرات" ومنتخب جنوب أفريقيا الفائز بلقب البطولة عام 1996. ولن يكون منتخبا مصر وجنوب أفريقيا هما فقط أبرز الغائبين عن البطولة القادمة حيث رافقهما في الخروج من التصفيات منتخبات نيجيريا والجزائر والكاميرون مما قد يفتح الطريق أمام منتخبات غانا وساحل العاج وتونس والمغرب والسنغال للتنافس علي اللقب. أوقعت القرعة منتخبات غينيا الاستوائية وليبيا والسنغال وزامبيا في المجموعة الأولي. وكوت ديفوار والسودان وبوركينا فاسو وأنجولا في المجموعة الثانية. والجابون والنيجر والمغرب وتونس في المجموعة الثالثة. وغانا وبوتسوانا ومالي وغينيا في المجموعة الرابعة. ولن تكون هذه البطولة أول الأحداث الرياضية الكبيرة في عام 2012 حيث سيسبقها حفل توزيع جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لأفضل اللاعبين والمدربين وغيرهم من الفائقين في عام 2011. وينتظر أن تجتذب جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم معظم الاهتمام في هذا الحفل حيث يتنافس عليها الأرجنتيني ليونيل ميسي الفائز بها في العامين الماضيين وأبرز المرشحين للفوز بها هذه المرة أيضاً مع زميله في فريق برشلونة الإسباني تشافي هيرنانديز. والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني ويقام الحفل في التاسع من يناير المقبل بمدينة زيورخ السويسرية. وربما تسيطر بطولات وأحداث كرة القدم مع الدورة الأوليمبية علي قائمة أبرز الأحداث الرياضية في عام 2012. ولكن هذا لن يمنع باقي الرياضات من الحصول علي نصيبها من الاهتمام وخاصةپموسمي التنس وسباقات سيارات "فورمولا 1" في ظل المنافسة الشرسة التي ينتظرها كل من الموسمين وكان تألق اللاعب السويسري روجيه فيدرر في نهاية الموسم الماضي مؤشرا لدخوله مجدداً في المنافسة بقوة مع الإسباني رافاييل نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش علي ألقاب بطولات "جراند سلام" الأربع الكبري وصدارة التصنيف العالمي للمحترفين في عام 2012. كما ينتظر فريق ريد بول وسائقه الألماني سيباستيان فيتيل منافسة قوية من باقي المشاركين في الموسم الجديد بعد نجاح فيتيل وريد بول في الفوز بلقب بطولة العالم "الجائزة الكبري" لسباقات سيارات "فورمولا 1" في الموسمينپ الماضيين.