قال نشطاء سوريون اليوم إن 90 شخصا علي الأقل قتلوا في سوريا علي مدار الساعات الاربع والعشرين الماضية بينهم 14 من قوات الأمن التابعة للرئيس بشار الأسد وقعوا في كمين لمنشقين في جنوب البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن بين القتلي 23 شخصا لقوا حتفهم في قتال مع الجيش في محافظة إدلب الشمالية. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد قالت إن خمسة أشخاص قتلوا اليوم في درعا وإدلب وحماة وذلك بعد يوم من توقيع النظام السوري اتفاق بروتوكول جامعة الدول العربية أمس في القاهرة الذي يطالب بوقف قمع المحتجين وبدء حوار سياسي وإطلاق المعتقلين. وتتواصل المظاهرات المطالبة بالحرية وإسقاط النظام. فقد خرجت مظاهرات في عدد من أحياء مدينة حلب. منها حيّا صلاح الدين والصاخور. للمطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. ودعمًا لأهالي مدينة حمص. كما خرجت مظاهرات أخري في تل رفعت بريف حلب. وخرجت أيضا مظاهرات في حي الحميدية بمدينة حماة دعما لأهالي مدينة حمص وللمطالبة برحيل النظام. كما خرجت مظاهرات في ريف حماة شككت في جدية النظام السوري في تطبيق ما ورد في المبادرة العربية. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد قالت إن 120 شخصا قتلوا الاثنين في سوريا منهم 80 عسكريا منشقا. في وقت بدأت فيه قوات الجيش حملة لتطويق حمص لتنضم لحملة عسكرية واسعة تقوم بها في دير الزور وإدلب. وأوضحت الهيئة أن قوات الأمن نفذت ما وصفته بمجزرة كبيرة قتل فيها 72 منشقا في كنصفرة بإدلب. وسحبت جثثهم للتخلص منها وإخفائها. في حين قال المصدر نفسه إن ثمانية منشقين بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا برصاص الجيش في الحسكة. وقال الناطق يزيد الحسن إن الجيش باشر حملة لمحاصرة حمص بعد قرار دمشق قبولها التوقيع علي المبادرة العربية الهادفة لوقف قمع الاحتجاجات ونشر حواجز علي طريق دمشق حمص. وأضاف أن الطيران الحربي شن غارات علي المدينة. مشيرا إلي أن مناطق بابا عمر والبياضة ودير بعلبك تقصف بقذائف الهاون. وأشارت الهيئة العامة إلي أن ستة أشخاص قتلوا في حمص. في الوقت نفسه حذر تيار بناء الدولة السورية "المعارض" من قيام السلطة في بلاده بعرقلة مهمة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية مشيرا إلي أن السلطة السورية ستحاول من جديد عرقلة عمل اللجنة ووضع الكثير من العراقيل في طريق عملها وإثارة الاشكالات والاحتجاجات علي عملها بهدف التشكيك المسبق بتقاريرها التي ستقدمها إلي الجامعة والتي ستعلن علي الملأ. وأكد التيار أن موافقة السلطة علي بروتوكول عمل لجنة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية يعد إنجازا ومكسبا للانتفاضة السورية لأن أي إجراء يمكنه أن يأخذ الصراع ولو بمقدار جزئي إلي حقل الصراع السياسي السلمي بعيدا عن ميدان العنف الذي تبرع فيه السلطة يمكن أن يشكل فرصة ولو صغيرة لتحقيق مكاسب أساسية في صراعنا معها. وقال " حين رحبنا بالمبادرة حال صدورها قلنا إن السلطة ستحاول جاهدة التهرب من تنفيذ الاتفاق الذي وقعته مع الجامعة لهذا بذلنا في تيار بناء الدولة السورية كل جهد ممكن إعلاميا ودبلوماسيا وميدانيا للضغط علي السلطة وإجبارها علي التوقيع والسماح بلجنة المراقبين بدخول البلاد". وفي الوقت نفسه أكد نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم أن التطورات التي تحدث في المنطقة تقتضي وعيا للثغرات التي يمكن التآمر من خلالها علي بلدان المنطقة خاصة بعد هزيمة أمريكا وانسحابها من العراق بفعل رفض الشعب العراقي لها ومقاومته للاحتلال. واعتبر قاسم أنه لابد أن ينعكس التوقيع السوري علي البروتوكول العربي المعدل إيجابا علي سوريا ومحيطها. ووصف التوقيع بأنه "إعلان لفشل بعض الرهانات علي تخريب سوريا" تمهيدا لتخريب لبنان خدمة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يريد محيطا فوضويا مربكا يميز إسرائيل باستكمالها لمشروعها التوسعي في القدس والضفة الغربية والذي يستدعي تنبه الجميع إلي الخطر الذي يحيط بفلسطين من العدو الإسرائيلي.