المدقق في الأحداث التي تتابعت بدءا من واقعة مسرح البالون ثم السفارة الاسرائيلية ثم محاولة التعدي علي مديرية أمن الجيزة والسفارة السعودية مرورا بأحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود والاصرار علي اقتحام مبني وزارة الداخلية ثم أخيرا ما حدث في شارع قصر العيني وحرق المجمع العلمي ومديرية الطرق والكباري وما نتج عن كل هذه الأحداث من سقوط ضحايا ما بين قتلي وجرحي من كل الأطراف وبأعداد كبيرة لابد أن يصل في النهاية إلي وجود طرف ثالث يحرك تلك الأحداث ويشعل نيرانها ويستغلها أسوأ استغلال لتحقيق أهدافه الدنيئة بإفشال هذه الثورة المباركة والقضاء عليها وهدمها في محاولة يائسة منه لإعادة الأوضاع إلي ما كانت عليها قبل الثورة. ان الأمر واضح لكل ذي عينين ولا يحتاج إلي أي عبقرية أو جهد للوصول إلي الفاعل الحقيقي الذي تشير اليه أصابع الاتهام في كل مرة ويعلن عنه المجلس العسكري ويؤكده في بياناته ومؤتمراته الصحفية التي تقام عقب كل حدث من تلك الأحداث حيث يتم التأكيد علي ان هناك طرفا ثالثا ولكن للأسف الشديد لا يتم الاعلان عنه وكأنه طرف خفي مثل عصابة "اللهو الخفي" في مسرحية "العيال كبرت". ان ما يجعلني علي يقين من تلك الفرضية هو الطريقة التي يتم بها اغتيال المتظاهرين فلو أمعنا النظر في الشهداء بإذن الله الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة بشارع قصر العيني أمام مجلس الوزراء وما قبلها سنري هذه الحقيقة واضحة جلية. فعلي سبيل المثال فقد جاء في تقرير الطب الشرعي بالنسبة لجثة الشيخ عماد عفت أمين لجنة الفتوي بدار الافتاء والذي اغتالته يد الغدر أمام مقر مجلس الوزراء ان الرصاصة أطلقت عليه من شخص كان بجواره وسط المتظاهرين وانها اخترقت أحد جانبيه وخرجت من الجانب الآخر والمثال الآخر هو جثة طالب الطب الذي اطلقت عليه رصاصة الغدر من مسافة 15 سنتيمترا من أسفل الأنف إلي الرأس أي ان القاتل كان قريبا جدا منه. من الواضح يا سادة ان هناك بالفعل طرفا ثالثا وأيدي خفية تدعمها وتمولها كل قوي الشر الداخلية والخارجية للانقضاض علي هذا الوطن وتدميره والنيل من ثورته المباركة. المطلوب من كل أجهزة الدولة المعنية والمسئولة أن تبذل قصاري جهدها للوصول لهذا الطرف الخفي والكشف عنه للرأي العام وتقديمه للعدالة والاقتصاص منع وإلا سنستمر في تلك الدوامة التي لا نعرف إلي أين ستنتهي بنا إذا بقينا علي هذا الحال.