نتائج الجولة الأولي للانتخابات البرلمانية أكدت فوزا كاسحا لمرشحي التيارات الإسلامية وبالتالي ثارت في الساحة عدة تساؤلات حول أداء هؤلاء مستقبلا في مختلف المجالات. وهل ستشهد مصر علي أيديهم حركة فاعلة تؤكد تواكبهم مع الحياة العامة بقلوب وعقول مفتوحة. تضع أمام العالم صورة ناصعة للحركة الإسلامية تبدد أي مخاوف أثيرت نتيجة بعض الآراء التي تضمنت التشدد والتطرف خاصة من السلفيين. وهل انخراط هؤلاء الإسلاميين في العمل السياسي سيجعلهم أكثر انفتاحا علي الآخر ويقدمون علي أرض الواقع صورة مشرفة تؤكد الوجه المشرق لسماح الدين الإسلامي وحكمتهه في إدارة شئون الأمة. مما يفتح الباب لاقتصاد مزدهر وحركة ترحب بالاستثمار من كل الاتجاهات وتفتح الآفاق للسياحة الوافدة لمصر من جميع أنحاء العالم؟ حقيقة أنها تساؤلات تفتح الباب أمام التيارات الإسلامية تجعلهم يكشفون الوجه المشرق المتفائل بالأمل والعمل الجاد من أجل اسعاد كل المصريين والترحيب بالمشاركة الفاعلة للإخوة المسيحيين في مختلف مجالات العمل بلا عوائق أو قيود. الآمال معقودة علي مرونة قيادات التيارات الإسلامية وقبولها لكل الآراء بلا تحيز أو تشدد. مما يجعل الجميع يستبشر خيرا ويتطلع الي مستقبل أكثر اشراقا. وعملا يستهدف وجه الله والوطن. فلننتظر.. لعل شمس الديمقراطية تشرق في الغد القريب. ولاشك ان قيم الإسلام ومبادئه تقطر سماحة وتنشر الدين الحق وتعتبر مظلة تشمل كل فئات المجتمع وطوائفه بالحب والمودة والتعامل بالحكمة والموعظة الحسنة. كما أن هذه الثقة التي أولاها الشعب للتيارات الإسلامية يضاعف المسئولية الملقاة علي عاتق هؤلاء في قيادة العمل العام بمهمة ونشاط مما يجعل الشعب يطمئن الي أن اختياره صادف رجالا يستحقون هذا التأييد. ويقبلون علي كل عمل يفتح آفاقا جديدة تجعل اليلاد تتخطي الحواجز وتحطم القيود عما يؤدي الي ازدهار الحياة الاقتصادية والحد من ارتفاع الأسعار التجربة البرلمانية التي تمت في أجواء هادئة وبإقبال منقطع النظير ورغم بعض الظواهر التي شابت الانتخابات إلا أنها لم تنل من هذه القفزة الهائلة نحو ديمقراطية تفتح أبواب الأمل وتغلق أبواب الفساد والانحراف الي غير رجعة. انها تجربة ثرية تؤكد أننا بإذن الله علي أبواب مرحلة جديدة سوف تترسخ فيها دعائم الديمقراطية وتجعل مناخ الحرية واحة يستظل بها كل أبناء الوطن. المواطن البسيط يأمل في أن يكون الإسلام هو البوابة الأكثر أملاً يجعله ينعم بحياة أكثر سعادة من الأنظمة السابقة وتدفع عجلة الانتاج خطوات الي الأمام مما يساهم في توفير فرص عمل تستوعب شباب الخريجين والحد من نسبة البطالة التي تجاوز أعدادها أكثر من ثمانية ملايين عاطل. المواطن الذي أقبل علي لجان الانتخابات بهمة ونشاط يتطلع الي نتائج التجربة التي خاضها لعلها تلبي طموحاته وآماله في مستقبل واعد. هذا المواطن البسيط تغلب علي كل مشاغله وأقبل علي الإدلاء بصوته في مناخ من الحرية والديمقراطية غير المسبوقة ولعل كبار السن وبعض الذين يعانون من أمراض مزمنة أبلغ دليل علي أن المواطن يريد أن يشارك بفاعلية في بناء وطنه علي أساس من المساواة والعدل بعيدا عن تلك الأنظمة التي ثار عليها. وليتنا نمنح الفائزين بالبرلمان فرصة لعل النجاح يكون حليفهم. تلك الجوانب المشرقة التي صاحبت هذه الانتخابات دفعت الي الذهن تجارب الانتخابات التي تمت في مصر منذ أكثر من 50 عاما. فقد تحملت مشاق السفر الي قريتي من أجل الادلاء بصوتي في المقر الانتخابي بمحافظة الشرقية وبينما كنت أقف في الطابور انتظر دوري في أداء هذا الواجب الوطني إذا بعمدة القرية يناديني قائلا: لماذا تقف في الطابور وتعاني في هذا الزحام؟ وجاءت اجابتي من أجل المشاركة في هذه المهمة. لكنه قال: اطمئن لقد انهينا كل شيء وصوتك وصل ولا ترهق نفسك بالسفر والمعاناة نحن قد أدينا الواجب. أصبت بالدهشة والذهول لهذا التصرف غير المسئول. ومنذ هذا التاريخ قاطعت الانتخابات بصفة دائمة ولم أذهب الي لجان الاستفتاء أو الانتخابات البرلمانية التي تجري بالتزوير وتحت ضغوط أجهزة وجهات تسيطر علي هذه الانتخابات مما يجعلها لا تعبر عن الحقيقة بأي شكل من الأشكال. لكن هذه الأيام توجهت الي مقر الانتخابات بعد ان تبدلت الصورة واختفت مظاهر التزوير الي غير رجعة. الآمال تبزغ أفاقها في ظلال هذه التجربة البرلمانية الرائعة. وتدفعنا الي فتح النوافذ للحرية لكي تشرق شمس الفجر الجديد علي كل جوانب حياتنا. ولا يجب ان تتطرق الي نفوسنا الشكوك والمخاوف التي صاحبت مرشحي التيارات الإسلامية وليتنا ندرك أن الفرصة متاحة لكي يتقدم هؤلاء المواقع الأمامية. ولا نتعجل جني الثمار. ندع هذه التجربة تمضي في طريقها لعل هؤلاء الفائزين بثقة الشعب يؤكدون أنهم علي مستوي المسئولية. علينا ان نمنحهم فرصة كافية ونراقب أداءهم فإن ثبت لدينا أن الأداء يتواكب مع حركة الحياة اليومية والازدهار يصاحب العمل بكفاءة وتقدير للثقة التي أولاها الشعب إياهم. أؤكد لا تتعجلوا النتائج.. ترقبوا الاداء بسعة صدر وصبر يتيح لهذه التجربة الأولي من نوعها فرصة الأداء علي أرض الواقع تؤكد أنهم يدركون نبض الشارع ويبذلون أقصي الجهد لإسعاد المواطن الذي منحهم ثقته. دعوا هذه الزهور تتفتح لعلنا نري صورة مشرفة وتحركا يلبي كل الطموحات. دعوا ننتظر ونراقب وإذا لم تتحق الآمال فلن يخسر الشعب شيئا وسوف تلحق هذه التجربة بسابقتها. وسوف يفيض الله لمصر من يتقدم الصفوف ويحقق للواطن آماله في مستقبل واعد.