وقعت أحداث هذه الجريمة علي أرض اليمن قبل 15 سنة مضت وتحديدا في أغسطس من عام 1996 وكانت من البشاعة بحيث أنها هزت اليمن الذي لم يكن يعرف مثل هذه الجرائم البشعة. الضحية شاب في مقتبل العمر لا يتخطي عمره الثامنة عشرة لم يرتكب خطأ مهما كبر في حياته يستحق ان يقيد وهو في هذه السن ويلقي مقطعا الي أجزاء في صناديق القمامة وعلي قارعة الطريق لتنهش الكلاب جثته فلا تتعرف الشرطة بسهولة علي شخصيته والغريب بل والمفجع ان القاتل هو الأب. تبدأ هذه الفاجعة ببلاغ وصل ادارة البحث الجنائي في مدينة تعز بالعثور علي بقايا جثة انسان علي جانب الطريق الرئيسية لمنطقة "القاعدة" بجانب إحدي محطات البنزين والكلاب تنهشها علي الفور توجه رجال الشرطة الي حيث مكان الجثة في البلاغ ومعه خبير من المعمل الجنائي. كان المشهد مؤثرا وفظيعا حيث لم يتبق من جثة "فهد" سوي الجزء الأسفل محشوا داخل كيس بلاستيك وفي مكان آخر عثر علي قدميه مقيدتين بالحديد فيما عثر علي رأسه داخل كيس صغير مع بقايا الصدر بينما كان الجسم وما تبقي منه متناثرا وفي حالة تعفن. بدأت المحققات الفحص الدقيق في مكان وجود الجثة وعن الجزء الأوسط للجسم الذي كان ملقي علي مسافة بعيدة من الأجزاء الباقية فقد عثر علي الجزء الأوسط "الصدر" وهو عبارة عن هيكل عظمي وعليه بقايا لقميص أخضر اللون وفتحة رقبته صغيرة مما أوحي للمحققين بأن الجثة لشاب صغير لا يتجاوز عمره 18 سنة وأنه كان سجينا بدليل قدميه المقيدتين. بدأت رحلة البحث عن هوية القتيل المجهول المشوه وبدأت الشرطة في سؤال أهل المنطقة في قرية "الدول جندية" التي تعتبر أقرب قرية مواجهة لمكان العثور علي الجثة. وصلت معلومات تفيد بأن شخصا كان محبوسا في منزل والده بالقرية ولا يعرف أحد مكانه ولم يستطع أحد ابلاغ الشرطة لشراسة الأب وقسوته. بدأت المباحث جمع المعلومات حول هذا الشاب حيث تبين ان المنزل الذي قيل ان الشاب قد حبس فيه يمتلكه سعيد مقبل الصريمي جندي متقاعد ويبلغ من العمر 70 عاما لكنه مازال قوي البنية شديد المراس سبق له ان تزوج من ثلاث نساء وله أبناء من كل امرأة ولكنه طلقهن جميعا ومعه امرأة رابعة وهي التي تعيش معه وله منها 12 ابنا تم القبض علي الأب الذي حاول تضليل المحققين ومراوغتهم باجابات ملتوية وأبلغهم أ ن ابنه سكير ولص وأنه هرب من أحد السجون وهو مقيد الرجلين! واجهه رجال الأمن بالحقائق التي توصلوا اليها توصلوا الي المكان الذي كان فيه القتيل محبوسا وأنه مفتوح دونما كسر وأن القيود في قدميه تمنعه من الحركة فكيف وصل الي المكان الذي عثر عليه فيه. بعد تحقيقات مضنية.. انهار القاتل واعترف أنه قام بحبس ابنه وقيده من قدميه والقاه في بدروم صغير لا تهوية فيه حيث ظل القتيل محبوسا لمدة شهرين كاملين داخل هذا القبر وكانت زوجة أبيه الرابعة واخواته يأتون إليه بالطعام المتبقي حيث يلقي له من فتحة صغيرة. يقول الأب أن ابنه بعد شهرين من حبسه تدهورت حالته النفسية فشتم زوجة أبيه وأبناءها من محبسه فقامت زوجة الأب باخبار زوجها بما حدث فهاج الأب وبعد أن صلي صلاة العشاء أخرج ابنه السجين الي الطريق ثم اطلق عليه الرصاص في قدمه ثم عاجله بطلقة أخري في صدره ولم يدفنه بمقبرة بل قام بوضعه في غرفة "الخزين" في حفرة تحت الأرض وبعدها بيومين قام باخراج الجثة وفصل الرأس عن الجسد والقي كل جزء من الجثة في مكان تاركا الجثة معرضة لنهش الكلاب وهو ما حدث فعلا حيث عثر علي بقايا جثة انسان تنهشها الكلاب. ألقي الأب في السجن حيث حكمت المحكمة بإعدامه وهو في السبعين من عمره.