اعتبرت مجلة "تايم" الامريكية أن نتائج الاختبار الديمقراطي الذي خاضه الناخب المصري أظهر قوة التيارات السياسية المتعددة في مصر علي نحو ما يمكن ان يغير بشكل كبير من معايير الحراك السياسي في فتر ما بعد الرئيس السابق حسني مبارك خلال الأشهر المقبلة. وألقت المجلة الامريكية في معرض تعليقها علي آخر تطورات احداث الانتخابات البرلمانية في مصر الضوء علي تزايد شعبية الاخوان المسلمين في الشارع المصري وتراجع القوي الليبرالية وأشارت المجلة الأمريكية في سياق تحليل اخباري اوردته علي موقعها الالكتروني "إلي أن الإخوان المسلمين اضحوا التيار السياسي صاحب الاغلبية في الشارع المصري الان. ورجحت أن أهم منافس لهم علي الساحة هم الاسلاميين التابعين للحركة السلفية. حيث تراجعت شعبية القوي العلمانية الليبرالية التي تسيطر علي الاحتجاجات المتواصلة التي يشهدها ميدان التحرير". اضافت المجلة الامريكية إلي أنه وفقا للتقارير الواردة فإن هذه الاغلبية التي اكتسبتها جماعة الإخوان لم تكن مفاجئة للناخبين المصريين وذلك عقب إنقضاء المرحلة الأولي من التصويت في الانتخابات البرلمانية المصرية والديكتاتورية من قبل النظام السابق. لافتة إلي المؤشرات الاولية التي افادت ان حزب الحرية والعدالة حصد نحو 40% من اجمالي الاصوات الانتخابية ويليه حزب النور السلفي الذي حصل علي قرابة 25% من الاصوات. تابعت مجلة "تايم" الامريكية في تعليقها علي تلك المؤشرات قائلة "انه علي الرغم من الشعبية التي اكتسبها حزب الحرية والعدالة فإن قادة الإخوان اسرعوا لطمأنة المصريين بأنه ليس لديهم أية نية للسعي إلي تشكيل حكومة ائتلافية مع السلفيين. حيث انهم يعتبروا الأحزاب العلمانية الحليف المطلوب الذي يعزز رؤيتهم لارساء الديمقراطية في مصر". وأشارت المجلة إلي "أنه علي الرغم من الأحداث الأخيرة التي شهدها ميدان التحرير. فإن شرعية الانتخابات البرلمانية طغت علي مطالب الناشطين الليبراليين والاشتراكيين الذين قادوا حركة الاحتجاجات في ميدان التحرير في الفترة الاخيرة. حيث ان تلك التيارات لم تعد تتصدر المشهد السياسي المصري بعد المرحلة الأولي من الإنتخابات". واعتبرت المجلة أن نتائج الاختبار الديمقراطي الذي خاضه الناخب المصري اظهر قوة التيارات السياسية المتعددة في مصر علي نحو يمكن ان يغير بشكل كبير من معايير الصراع السياسي في فترة ما بعد مبارك خلال الأشهر المقبلة. في السياق نفسه ألقت الصحف الألمانية الضوء علي التقدم الملحوظ الذي حققه التيار الإسلامي في المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشعب التي جرت يوم 28 نوفمبر الماضي وذكرت صحيفة أوسنابروكر تسايتونج أنه "أخيرا يحق الانتخاب في حرية. بدون رشوة وتخويف وتزوير.. فالطوابير الطويلة امام مكاتب الاقتراع في مصر تبرهن علي ثقة المواطنين الكبيرة في انتخابات حرة ونزيهة.. فالآن يتم ربط الانتخابات البرلمانية بآمال كبيرة في مستقبل افضل. مؤكدا أن المشاركة العالية في الانتخابات مؤشر جيد غير أن الصحيفة تساءلت هل ستكمل مصر مشوار النجاح في التحول إلي الديمقراطية. وإلي أي مدي سيتمكن الإخوان المسلمون أو السلفيون من الوصول إلي السلطة وإلي أي حد ستراعي الحكومة المقبلة حقوق الأقليات. أما صحيفة فولكس شتيمة فقالت ان مصر الآن تنتخب بطريقة ديمقراطية. ووصف ذلك بأنه الخبر الجميل غير أنها أشارت إلي بعض السلبيات من بينها ما حدث من أحداث عنف قبل الانتخابات. من جانبها أشارت صحيفة كولنر شتات انتسايجر إلي أن تحقيق الديمقراطية في مصر سيحتاج إلي مشوار طويل وقالت ان المشوار الذي انطلق مع الربيع العربي ما يزال طويلا لكنه هو الطريق السليم ويمكن للغرب أن يقدم تسهيلات علي هذا الدرب.