خلال احد المعسكرات الخاصة بالتحكيم لكرة القدم التقت بهن بعد أن لاحظت اهتماماً وانصاتاً ومتابعة جيدة منهن حول موضوع المحاضرة التي كنت أشارك فيها وعنوانها "كيف يتعامل الحكم مع العوامل أو العناصر الخارجية التي تواجهه في المباراة" وقد تحدثن إليّ عن هموم التحكيم المصري. واستمعت إليهن عن مشوارهن مع الصافرة والراية ووجدت شيئاً مختلفا عما كنت أجده من حواراتي مع رجال التحكيم فهم غالباً يشكون من الظلم الواقع عليهم من جهات عديدة أما هن فكان الأمر مختلفاً فأغلبهن لم تشك أو تتذمر من ظلم ما. ولكن كن يتحدثن عن رغبتهن في المساهمة في مشكلة التحكيم المصري. وأبرز ما لفت نظري في حديثهن تلك الثقة التي يتكلمن بها فرغن اننا نلمس مدي الصعوبة البالغة التي تواجه حكامنا من الرجال علي مدي المواسم السابقة إلا أن هؤلاء الحكمات أكدن ان موقفهن أسهل من الحكام لأن اللاعبين يعملون ألف حساب وحساب لهن حكمات الجنس اللطيف لأن الأغلبية من في الملعب يحرص علي الالتزام الكامل والاحترام والتهذيب لا يخدش حياء أحد مما يساعد علي نجاحهن في إدارة المباريات. وتعد نعمة رشاد ابنة الإسكندرية أقدم حكم مصري من بنات حواء. وتقول إنها قادت حتي الآن 14 مباراة دولية كحكم وسط بعد ان حصلت علي الشارة الدولية عام .2004 تضيف: أول مباراة دولية لي كانت بين كينيا والكاميرون ببطولة الأمم الأفريقية للسيدات عام 2006 ومازالت اتذكر بالتفاصيل أولي مبارياتي للرجال وكانت في لقاء حرس الحدود مع أسمنت السويس في عام 2006 بترشيح من جمال الغندور رئيس لجنة الحكام في ذلك الوقت وقد حصلت علي درجة الامتياز من مراقب المباراة. وقالت: لا أخشي مطلقاً إدارة أي مباراة للرجال في أي مكان وقد نجحت في مباريات كثيرة للرجال حتي في الدرجة الأولي والثانية منها مباراة متميزة للدلنجات مع الترام وكانت بترشيح من السيد محمود رئيس لجنة حكام الإسكندرية والموسم الماضي أدرت لقاء مهماً بين المنصورة والاتصالات في دوري القطاعات. وأنهت كلامها قائلة: اتمني ان احظي بالاهتمام واشارك في إدارة مباريات ببطولة كأس العالم للسيدات عام 2015 حيث انها امنيتي قبل الاعتزال. وتؤكد هويداً إبراهيم "دولي من 2006" من القاهرة وفريدة كمال "دولي من 2009" من الإسكندرية مع نعمة رشاد بأنهما علي استعداد كامل للمشاركة في حمل الصفارة وإدارة مباريات لتحسين مستواهن في التحكيم لأنه علي حد قولهن دوري الكرة النسائية لا يصنع حكماً جيداً بمفرده. أما حنان محمود وهيام بركة وهن من المساعدات الدوليات من 2010 فتؤكدن علي ان الثقة بالنفس تولد بعد ثقة اللجنة الرئيسية بهن وتراهن الاثنتان علي النجاح من الآن في إدارة مباريات الرجال. وتطالب الدولية هنادي حسن وهي من بنات اسكندرية بالثقة بهن وتؤكد علي أن الدوري المصري بكل مستوياته يحتاج لهن بالفعل لأن الجماهير في المدرجات تحترم الحكمات أكثر والتقارير الموجودة بأدراج لجان الحكام تؤكد ذلك. وتري ابنة محافظة الشرقية سارة سمير ان المشكلة التي تلاقيها انها من خارج القاهرةوالإسكندرية تؤكد انها تستحق الانضمام للقائمة الدولية الجديدة حيث سبق ترشيحها موسم .2009 وتقول سارة عن تجاربها مع مباريات الرجال انها تعتز بالفعل بمشاركتها في تحكيم لقاء غزل المحلة مع فريق الرجاء من مرسي مطروح في الدوري الممتاز "ب" الموسم الماضي مع الحكم أحمد إبراهيم حيث قدمت مستوي جيداً للغاية واشاد بها الجميع. ونختتم ابنة القاهرة داليا عربي كلام الحكمات قائلة انني وزميلاتي نحلم بمزيد من الاهتمام لدوري الكرة النسائية وعلي المستوي الشخصي تتمني ان تحصل علي ثقة أكثر بقيادة مباريات الدرجة الأولي للرجال. في النهاية اجمعت الحكمات علي ضرورة توجيه كل الشكر للدكتورة سحر الهواري التي عملت علي دخول الكرة النسائية إلي مصر وساعدت علي ظهور حكمات دوليات مصريات يرفعن علم مصر في المحافل الدولية.