تحدي الإسكندرانية برودة الجو والانواء الممطرة وصعوبة المواصلات وغرق الشوارع بمياه الامطار وتوافدوا علي لجان الانتخابات للادلاء بأصواتهم في ظاهرة لم تشهدها الإسكندرية من قبل. لأول مرة تتقدم النساء الصفوف والطوابير امام اللجان يفوق لجان الرجال وظهر الأقباط بأعداد كبيرة في الطوابير وبمجاميع وليس أفرادا.. وذهبت اغلبية اصواتهم إلي قوائم الكتلة المصرية ومرشحيها. ظهر التنافس شديدا وقويا بين قوائم حزبي الحرية والعدالة لجماعة الإخوان المسلمين و"النور" للجماعة السلفية وتراجعت باقي القوائم ويعزي ذلك إما لعدم وجود الامكانيات البشرية للأحزاب الاخري لتوفير 1850 مندوبا داخل اللجان فتركوها مسرحا مفتوحا لحزب الحرية والعدالة أو لتعرض الاحزاب لعمليات نصب من بعض المندوبين الذين حصلوا منها علي اموال ثم انضموا لاحزاب اخري للدعاية لهحا سعيا لكسب المزيد من الاموال وبالتالي اختفت الدعاية امام اللجان للاحزاب الجديدة التي لا يعلم عنها الناخب شيئا.. وانحسرت النتيجة النهائية لمن لديه القدرة علي الحشد والتأثير علي الأغلبية الصامتة. تفوق حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين في استخدام الاساليب المشروعة وغير المشروعة لمخالفة قانون الانتخابات علي كل ما اتبعه الحزب الوطني المنحل مما جعل حزب "العدل" يقوم بتحرير محضرين بلجنة مدرسة عزيز اباظة الابتدائية بالمنتزه ومعهد البحوث الاسلامية بالعصافرة ضد حزب الحرية والعدالة لتوزيعه أوراق دعاية انتخابية امام صندوق الاقتراع وعلي ابواب اللجان وقام المرشح محمد السنجي "فردي/مستقل" بتحرير محضر بقسم محرم بك ضد الحزب ايضا لاستخدامه ميكرفونات تنادي باسم الحزب ومرشحيه من خلال مقر ثابت امام كل لجنة بصورة استفزازية ورفض القاضي أو الشرطة التدخل لمنع المخالفات. كما رصدت المنظمات الحقوقية مخالفات بالجملة لحزب الحرية والعدالة منها تأثيره علي الناخبين داخل اللجان بالاتفاق المسبق مع موظفات بلجان النساء ليقمن بالدعاية المباشرة وغير المباشرة والتأثير علي الناخبات الاميات وتم وضع لافتات بطول 5 أمتار وعرض متر ونصف المتر أمام المدارس بالمنتزه توضح شعارهم والاستمارة الانتخابية المؤشر عليها باسم الحزب للتأثير علي الناخب. أما في منطقة اللبان ومينا البصل فكان مندوبو الحرية والعدالة يجبرون الناخب للحصول علي اوراقهم كنوع من الضغط النفسي. يقول احمد عبيد "مرشح" معظم الموظفين باللجان يقومون بالعمل لصالح حزب الحرية والعدالة واستغلال امية الناخب أو بساطته في التعامل ونحن نعيش انتخابات محليات جديدة لحزب وطني جديد يولد في هذه الانتخابات. اوضح محمد السنجي ان حزب الحرية والعدالة انفق اموالا ببذخ وتدعو للخوف وبشكل لا يستطيع احد مواجهته فقد اعطي "لاب توب" مع كل مندوب واعداد غفيرة في الداخل والخارج.. كما تم سرقة التيار الكهربائي لتشغيل "الساوند" الذي يضعونه امام اللجان وحاولنا الشكوي للقاضي وضباط الشرطة من تأثيرهم علي الناخب داخل اللجان واثناء الاقتراع ولم يسمع لنا أحد. الطريف ان جماعة الإخوان أقامت مركزا إعلاميا لرصد الانتخابات واكد المركز ان حزب "النور" وحزب "الإصلاح والتنمية" يرتكبان مخالفات دعائية وان حزب النور يجمع المواطنين بسيارات اجرة للادلاء بأصواتهم!! كما شهدت اغلب اللجان عدة مشاكل سواء في نقص الحبر السري أو نقص الأوراق خاصة بدائرة المنتزه التي بدأت عملية التصويت بها متأخرة جدا عن باقي اللجان لعدم ختم اوراق التصويت كخطأ إجرائي من قبل الشرطة واصيب نائب المأمور العقيد طارق علام بأزمة قلبية وتم نقله للمستشفي وترتب علي تأخير ختم الأوراق تأخر تسليمها إلي القضاة باللجان. تأخر التصويت بمدرسة طوسون بالمنتزه لتأخر وصول القاضي بسبب الامطار وايضا مدرسة الاسكندراني الابتدائية بحرم بك وأحمد طلعت والطلائع لتأخر وصول القضاة. ونتيجة للاقبال الشديد علي اللجان الانتخابية بالعامرية ومينا البصل اضطرت مديرية الأمن إلي الاستعانة بصناديق انتخابية من محافظة البحيرة بعد أن امتلأت الصناديق الانتخابية بأصوات الناخبين قبل انتهاء اليوم الأول للتصويت. الغريب حقا هو اعلان ليلي مرزوق والدة خالد سعيد ونجلتها زهرة مقاطعة الانتخابات لانها مخالفة لمطلب الشعب ولانها تتم تحت قيادة المجلس العسكري بالرغم من أن عم خالد سعيد الدكتور علي قاسم هو علي رأس قائمة حزب الاصلاح والتنمية وهو ما يؤثر عليه سلبا انتخابيا. قام الفريق مهاب حميش قائد القوات البحرية بجولة علي لجان منطقة الانفوشي ببحري للاطمئنان علي سير العملية الانتخابية بينما قام الدكتور اسامة الفولي محافظ الإسكندرية بالوقوف لاكثر من ساعة في لجنة مدرسة محمد عبدالله القرشي بجليم بالرمل لتأخر فتح اللجنة والطريف أن المواطنين تركوا الانتخابات واشتكوا له من القمامة والصرف الصحي وبرر المحافظ ذلك بأن الاحياء بها موظفون مرتشون وان استقالته جاهزة. شهدت الانتخابات العديد من المعارك والمشاجرات ففي مدرسة الخنساء بالمنتزه اغلقت قوات الجيش باب اللجنة لفترة لنشوب مشاجرات بين النساء حول أولوية الدخول ولم تتم اعادة الفتح الا بعد التصالح كما نشبت مشاجرات بين المرشح محمد فتحي سرور وانصار عفت السادات باللبان وتدخلت الشرطة العسكرية لفضها كما نشبت مشاجرات بين مؤيدي حزب "النور" و"الكتلة المصرية" بسيدي بشر وتم احتواؤها وتمكنت القوات البحرية من ضبط "2" من البلطجية امام مدرسة العطارين الابتدائية لقيامهما بمحاولة سرقة احد الناخبين تحت تهديد السلاح وشهدت لجان منيا البصل مشاحنات من الشباب السلفي حول أولوية الدخول بسبب الازدحام. تم ضم مدرسة الأمير لؤلؤ ومدرسة صلاح الدين والطليعة في لجنة واحدة لنقص عدد القضاة المتخصصين لهذه اللجان بعد اعتذارهم لمرضهم. نشبت مشاجرة حادة بين أحد المرشحين داخل مدرسة رأس التين بالجمرك بعد اكتشافه ان امين اللجنة يتدخل في عملية التصويت بأن يكون الصوت مرة للسلف ومرة للإخوان بعد تأثيره علي الناخبين. تم الاستعانة بلودر لرفع الطين المتجمع امام مدراس منطقة الكينج مريوط نتيجة للأمطار وتأخر افتتاح اللجان بها إلي الساعة العاشرة حتي تمكن الناخبون من الدخول. حررت عزة محمد علي محضرا بمنيا البصل برقم 11419/2011 بأكتشافها تصويت أحد غيرها بدلا منها بلجنتها بالثانوية الفنية الصناعية. كما اكتشف المدعو هشام الهم عبدالسلام قيام حزب الحرية والعدالة بأرسال ورقة استرشادية بعنوانين له حق التصويت فيهما احدهما بلجنة فتيات الغد والثانية بمدرسة بلال ابن رماح. رصدت مراكز حقوقية قيام بعض المرشحين بتوزيع اموال كما يقولون منهم طارق طلعت مصطفي وعامر فكري وان هناك اوراق دوارة اي تم التعليم عليها مسبقا قام حزب النور وطارق طلعت بتوزيعها امام مدرسة علي جاد بالمنتزه ومدرسة السيوف "والأوراق مختومة ايضا" ليضعها الناخب في الصندوق ويخرج بالورقة التي يتسلمها "ولم يتم اثبات ذلك". من طرائف وعجائب الانتخابات ان المنتزه ولجانها شهد بعضها قائمة واحدة للقائمة والفردي وكذلك الحال بالنسبة لمدرسة المرصد الابتدائية ولا احد يعلم كيف سيتم الفرز في مثل هذه الحالات. اكد اللواء خالد غرابة مدير امن الإسكندرية بعد تفقده اللجان بمنطقة سموحة والتي شهدت حالة من الهدوء علي ان صناديق الاقتراع سيتم تشميعها وتبقي في مكانها في حراسة الشرطة والقوات المسلحة.