أشجان الرحيل من خلال عشرين قصة قصيرة ضمتها مجموعة "أشجان الرحيل" تطوف بنا الكاتبة مني عارف بين عوالم رومانسية من يمامة شاردة. إلي أنشودة العصافير. إلي أرجوحة الهناء. إلي بوصلة القلب ودقائق الوداع والشموع الآفلة. توضح القصص الحس الرومانسي الشاعر الذي تمتلكه الكاتبة وتضع أعمالها من خلاله في بساطة شديدة ووضوح لا يفتقد إلي العمق وبناء جيد لا زيادة فيه ولا ترهل وهو ما يمنح قصصها تميزها وتألقها. ويغري بقراءتها أكثر من مرة. مني عارف حائزة علي جائزة نادي القصة هذا العام عن قصتها "أنشودة العصافير".. كما حصلت علي جائزة محمد العشماوي العام الماضي عن روايتها "وشوشات الودع" وحازت علي جائزة صلاح هلال في القصة القصيرة عام 2008 عن قصتها "سفينة الشراع البيضاء".. وهو ما يؤكد رسوخ قدمها في مجال السرد القصصي.
دهن المحاجر المبدعون الحقيقيون متواضعون. يرون ما يبدعونه اجتهاداً عليهم أن يتجاوزوه كل حين.. وهذا شأن محمد عبدالسميع نوح الذي يجيد شاعراً ويجيد قاصا. ومسرحيا. وروائيا. مؤخرا أصدر نوح ديوانه "دهن المحاجر" ولم يسمه ديوانا بل وضع مسمي "قصائد ونصوص" تحت العنوان.. علي الرغم من أنه شعر بكل المذاهب والأذواق: إنه يقضي إذا شاء الثقفية كقصيدته "الحب في الألفية الثالثة" و "هدهد الليل" ويكتب تفعيليا إذا شاء. كمعظم القصائد.. وهو في كل الأحوال لا يتكلف ولا يتصنع. بل ينساب كجدول من النور. وتنساب معه الصورة الشعرية. ويوظف التناص والتضمين. في إشارة إلي ثقافته الواسعة واطلاعه علي التراث الديني والشعبي واللغوي.
حلم عصفور هذه تجربة صادقة: واقعياً وفنياً.. فالطفل في "حلم عصفور" هو الذي يكتب للطفل.. والكتاب هذا أصدرته الطفلة "زينب جلال الصياد" كمجموعة من القصص نشرتها من قيل في المجالات المتخصصة. ومنها "قطر الندي" ثم بادر والدها الشاعر جلال الصياد لإصدارها في كتاب تشجيعاً لابنته الموهوبة. الكتاب قدمه محمود قاسم وأحمد زرزور.. وقد كتبت زينب محتوياته ابتداء من عام 2005 وفيه تسوق الحكمة والتوجيه بطرائق بسيطة وتلقائية تناسب سنها ككاتبة وسن الطفل المتلقي لها في الوقت نفسه.. وهي تحض علي حب الطبيعة واحترامها. وعلي الصدق. والتواضع. والتواصل مع المجتمع وغيرها من المفاهيم التربوية.