كنت ضيفاً علي الهواء في الفترة الرياضية بقناة العربية. ومن قبلها قناة "الكأس" القطرية للحديث عن مباراة مصر والبرازيل التي جرت بالأمس بالدوحة. وظهر خلالها المنتخب المصري بحال متوسط. قياسا انها المباراة الأولي للجهاز الجديد مع التشكيلة الجديدة للفريق.. ولا تعنيني الخسارة في شيء. لم يدهشني الاهتمام الكبير من هذه القنوات الرياضية الشهيرة بقدر ما أدهشني اهتمامها البالغ لدرجة الصدمة لاستبعاد محمد أبوتريكة من حسابات بوب برادلي رغم وجود أحمد حسن.. وأيضاً استبعاد الحارس عبدالواحد السيد رغم وجود الحضري ذلك أن أبوتريكة وعبدالواحد أصغر سنا من أحمد حسن والحضري.. هذا الاهتمام كان أكبر من الاهتمام بأن منتخب مصر يلعب مع البرازيل وانه لقاء يجمع بين بطلين قاريين كبيرين.. المهم وضحت الصورة ان النجم محمد أبوتريكة يملك في قلوب كل العرب مكانة بارزة وجديرة بالاعجاب لموهبته وخلقه وإصراره للاستمرار في الملاعب بجهده واحترامه لجماهيره.. وكان لابد بالطبع أن أوضح في اللقاءين الأسباب التي دعت إلي عدم وجود أبوتريكة في صفوف المنتخب مع برادلي.. وهي في المقام الأول تتعلق بقرار الجهاز الفني بالاجماع بخفض معدل سن لاعبي المنتخب إلي 22 سنة بما يعني ان هذا المعدل سوف يصل إلي 25 سنة عندما يكون المنتخب علي أبواب المونديال القادم في البرازيل بعد 3 أعوام.. وان الجهاز الفني يري ويتمسك بأن تكون مشاركة عناصر الخبرة لأسباب قوية جداً مثل أن يكون حالة نادرة كالحارس عصام الحضري الذي لا يوجد في ملاعبنا من يملك كفاءته ولا مرونته ولا روحه في التدريب والعطاء رغم عدم استقراره.. أو أن يكون وجوده بمثابة إضافة للفريق وتواصل مع العناصر الجديدة كي يتعلموا منه مثل حالة وائل جمعة أفضل مدافع في مصر حتي الآن. الموضوع برمته مثار خلافات في وجهات النظر ولكن لابد أن يأخذ الرجل فرصته مع مساعديه في استقراء هذا الفكر وإذا كان سيأتي بنتائج إيجابية أم أن الأمر يستحق التغيير وزيادة رقعة اختيارات أصحاب الخبرة مع أصحاب العافية والصحة والسرعة.. وأرجو ألا ننزلق كثيرا في هذه المسألة حتي تتحول إلي مشكلة ثم أزمة.. فالرجل مازال في البدايات ومن الممكن أن يصيب أو يخطئ وأن لدينا مساحة زمنية كبيرة قبل أن تظهر ملامح المنتخب الجديد ولا يمكن أن تكون مباراة الأمس مع البرازيل هي المقياس.. لأنه حتي في حالة عودة أبوتريكة "معشوق الجماهير" للمنتخب ستبقي الحاجة أساسية للاعبين الأصغر سناً والأقدر علي الوصول إلي مونديال 2014 وهم واقفون بثبات علي اقدامهم وقادرون علي العطاء لسنوات قادمة وليس لشهور خاصة ان المنتخب غير مرتبط بمباريات رسمية قبل بدء تصفيات أمم افريقيا 2013 التي ستقام في جنوب افريقيا.. لذلك فإن هذا الفريق الجديد يحتاج منا كل الدعم. وليس "التقطيع" مع أول هزيمة.. وكل الشرف انها أمام منتخب البرازيل.