انجازات ثورة 25 يناير المجيدة تتوالي.. خاصة في المجال الزراعي فبعد القضاء علي مافيا المبيدات المسرطنة وتحويل رؤوس الفساد إلي المحاكمة انتبه المسئولون والعلماء إلي ثروة مصر من الذهب الأبيض والتي أوشكت علي الضياع. في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.. اجتمع رجال مخلصون. درسوا القضية برئاسة د. معتز خورشيد وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي وتوصلوا إلي حلول علمية وعملية لانقاذ هذه الثروة باطلاق حملة قومية للنهوض بزراعة القطن والارتقاء في الوقت نفسه بصناعة الغزل والنسيج. د. ماجد الشربيني رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا يوضح لنا أن القطن المصري سوف يعتلي عرشه العالمي من جديد..بعد تنفيذ الخطوات الجادة التي تم اتخاذها ومن أهمها خارطة الطريق لاعادة زراعة المحصول مع حل مشاكل صناعة الغزل والنسيج حلا جذريا بضخ استثمارات جديدة تصل إلي 700 مليون جنيه لانقاذ 4742 مصنعا يعمل بها حوالي مليون و 730 الف عامل وعاملة. قال.. ان الدراسات الاستراتيجية وخارطة الطريق الخاصة بالصناعات النسجية في مصر أوضحت ان رأس المال المستثمر في هذه المصانع حوالي 57 مليار جنيه ونظرا لكثير من المشاكل الفنية والمالية.. تراجعت نسبة كبيرة من هذه المصانع عن المنافسة في ظل سياسة وآليات الأسواق المفتوحة.. واضطر العديد منها إلي وقف نشاطه الانتاجي.. لدرجة ان عدد المصانع التي توقفت فعلا عن الانتاج حتي مايو 2011 حوالي 575 مصنعا وذلك طبقا لبيانات غرفة صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة. تدهور مستمر أضاف.. انه بالتوازي مع التدهور المستمر في الصناعات النسجية.. نجد أن المساحة المزروعة بالقطن في مصر في السنوات العشر الأخيرة في انخفاض مستمر.. حيث انخفضت من 731 ألف فدان في عام 2001 إلي 288 ألف فدان فقط عام ..2010 ومن ثم انخفض الانتاج إلي أدني مستوي له حيث بلغ 9.1 مليون قنطار مقارنة بحوالي 5.6 مليون قنطار عام 2001 وكل ذلك بسبب السياسات الخاطئة لحكومات الرئيس المخلوع. اشار إلي انه في ضوء ذلك.. فقد قامت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا متمثلة في مجلس تكنولوجيا الصناعة بالاكاديمية باعداد خارطة طريق لانقاذ القطن المصري طويل التيلة لكي يعتلي عرشه العالمي من جديد.. وتتلخص في زيادة المساحة المزروعة مع تشجيع المزارعين بحوافز تدفعهم إلي الاهتمام بهذا المحصول مرة أخري.. مع انشاء شركات قومية لتسويقه. أما بالنسبة لخارطة الصناعات النسجية.. فهي تهدف إلي زيادة القدرة التنافسية للصناعات النسجية في مصر وذلك بتحليل كافة المعوقات والمشاكل الانتاجية والتسويقية والمالية ومدي توفير الخامات بالكميات والجودة والأسعار المناسبة.. وكذلك ترشيد عناصر التكلفة وبناء الكوادر الماهرة تعليما وتدريبا في مجالات الانتاج والتسويق والادارة.. مع مراجعة كافة التشريعات التي تنظم أعمال وأنشطة هذا القطاع وتعديل ما يعوق نموه وتطويره. أكدت خارطة الطريق أن مشاكل صناعة الغزل والنسيج تتمثل في عدة عوامل.. أولها: التهريب: حيث توجد مافيا منظمة لتهريب المنسوجات والأقمشة داخل السوق المحلي وبيع المنتجات المستوردة بأسعار تقل كثيرا عن سعر المنتج الوطني مما يعني تدمير الصناعة الوطنية. ثانيا: الضرائب: تلعب الضرائب التي يتم دفعها للحكومة دورا سلبيا في هذه الصناعة.. فهناك ضرائب عديدة منها ضريبة مبيعات بنسبة 10% من قيمة الخامات و 10% علي الآلات المستوردة و 13% رسوما جمركية و 32% ضريبة أرباح صناعية تتراوح بين 6 في الألف و1% ثم التأمينات علي الأجور 40% لصاحب العمل 8% ضريبة عقارات.. وبالاضافة إلي ذلك زيادة أسعار الطاقة وقلة السيولة. ثالثا: المردود السلبي لاتفاقية الشراكة المصرية الأوربية علي هذا القطاع حيث ستصل التعريفة الجمركية علي منتجات النسيج الأوربية الواردة للأسواق المصرية إلي صفر% خلال فترة انتقالية تنتهي العام القادم .2012 استثمارات جديدة أوضح د. ماجد الشربيني.. ان الاستثمارات المطلوبة فيي صناعة الغزل والنسيج تقدر بحوالي 700 مليون جنيه فقط وهو استثمار ليس بالكبير إذا ما قورن بالنتائج المرتقبة من ضخة لانقاذ هذا القطاع الصناعي الهام.. حيث من المتوقع زيادة انتاج الشركات بحوالي 50 ألف طن غزل وحوالي 3 ملايين متر قماش.. بالاضافة إلي إصلاح مرحلة الصباغة والتجهيز.. وتجدر الإشارة إلي أن شركات المحلة وكفر الدوار تحتاج إلي حوالي 397 مليون جنيه استثمارات تمثل أكثر من 57% من اجمالي الاستثمارات المطلوبة لتحديث الشركات التابعة مجتمعة. كما اكدت خارطة الطريق علي ضرورة اعادة اصلاح منظومة الصناعة والزراعة في مصر.. بحيث يتم استهلاك انتاج القطن كاملا بمصانع الغزل في مصر والاستفادة من القيمة المضافة للقطن المصري وتحسين قدرته التنافسية بتقليل تكاليف تصنيعه.. مع دعم البحث العلمي في مجال انتاج واستنباط اصناف القطن خاصة التي تلائم الصناعة المحلية.. مع تطوير الأقمشة المصرية وتحسين مواصفاتها وتجهيزها النهائي بكافة الطرق الفنية.. وادخال النانوتكنولوجي وكل التكنولوجيات الحديثة في تطوير الانتاج.