تعادل فريقا الوداد المغربي والترجي التونسي سلبياً في المباراة التي أقيمت بينهما علي استاد محمد الخامس بالمغرب في ذهاب نهائي دوري أبطال افريقيا لينتظر الفريقان موقعة تونس الأسبوع القادم لتحديد بطل افريقيا وممثلها في بطولة كأس العالم للأندية جاءت المباراة ضعيفة المستوي وغلب عليها الطابع التكتيكي ولم يظهر نجوم الفريقين في مستواهم ولم يقدموا اللمحات الفنية المتوقعة منهم ونجح نبيل معلول المدير الفني للترجي في فرض أسلوب لعبه الذي مكنه من الخروج متعادلا واستدراج الوداد للقاء العودة ليكون الحسم في تونس بين جماهيره. اختلفت طموحات الفريقين من خلال تشكيل واستراتيجية كل مدرب رغم تشابه طريقة اللعب وهي 4/3/2/1 فرغم أن ميشال دو كاستيل المدير الفني للوداد يخوض لقاء الذهاب علي أرضه ووسط جماهيره إلا أنه لعب بتشكيل يعكس التحفظ الشديد وقلقه من دخول هدف مبكر في مرماه يربك حساباته فلعب بثلاثة لاعبين ارتكاز لأول مرة علي استاد محمد الخامس وهم محمد برابح وسعيد فتاح وعبدالرحمن مساسي ومن أمامهم لاعبان هما ياسين لكحل من الجهة اليمني وأحمد أجدو من الجهة اليسري وفي المقدمة مهاجم صريح هو فابريس أونداما. وفي المقابل اختار نبيل معلول المدير الفني للترجي اللعب بتوازن بين الدفاع والهجوم من خلال الزيادة العددية في منطقة المناورات مستغلا قدرات لاعبيه في سرعة الارتداد من الهجوم للدفاع وخاصة خالد القربي ومجدي تراوي بينما لعب بمهاجم واحد وهو نيانج ومن خلفه وجدي بو عزي من الجهة اليمني واللاعب الشاب يوسف المساكني الذي فضل معلول البدء به بدلاً من المخضرم أسامة الدراجي. وضح منذ بداية الشوط الأول أن حماس اللاعبين سيغلب علي المستوي الفني للقاء.. فرغم سرعة الأداء وتناقل الكرة إلا أن تضييق المساحات والرقابة اللصيقة التي فرضها المدافعون علي مفاتيح لعب كل فريق جعلت اللعب ينحصر في منتصف الملعب دون أي خطورة علي المرميين كما شهد الشوط خشونة كبيرة من اللاعبين مما جعل الحكم الكاميروني أليوم نيون يشهر البطاقة الصفراء ثلاث مرات الأولي لمجدي تراوي لاعب وسط الترجي في الدقيقة 13 والثانية لسعيد فتاح لاعب ارتكاز الوداد والثالثة لكوليبالي مدافع الترجي. المحاولات الهجومية للفريقين كشفت الاستراتيجية الهجومية فبينما اعتمد دوكاستيل علي الجهة اليسري من خلال انطلاقات أحمد أجدو ومن خلفه عبدالرحمن المساسي وبالفعل شكلا خطورة واضحة علي مرمي الترجي في النصف الثاني من هذا الشوط.. بينما اعتمد معلول علي الهجوم من الجهة اليمني مستغلا وجدي بو عزي قطار الترجي السريع فأصبحت الكرة في معظم الفترات في المستطيل الطولي بين الجبهة اليسري للوداد واليمني للترجي وإن كانت الغلبة في معظم الأوقات للفريق المغربي. الدقيقة 31 شهدت الفرصة الأولي الحقيقية للوداد عندما احتسب حكم اللقاء ركلة حرة مباشرة علي حدود منطقة جزاء الترجي من الجهة اليمني بعدما عرقل كوليبالي مدافع الفريق التونسي أجدو مهاجم الوداد وتصدي لها الأخير وسددها قوية في الزاوية اليمني العليا ولكن ينقذها بن شريفية حارس الترجي بصعوبة ويحولها إلي ضربة ركنية ينفذها أجدو في المرمي مباشرة لكن الحارس التونسي يواصل تألقه ويخرجها إلي ركنية أخري. عقب هذه الفرصة يمتلك لاعبو الوداد زمام الأمور ويسيطرون علي منطقة المناورات لتشهد الدقيقة 35 أخطر فرص الشوط للوداد عندما يرسل أجدو كرة عرضية من الجهة اليسري يقابلها ياسين الرامي مباشرة بتسديدة صاروخية ينقذها الحارس المتألق بن شريفية قبل أن تعانق الزاوية اليمني لمرماه ويواصل الوداد ضغطه بغية إحراز هدف قبل نهاية الشوط وكاد يتحقق له المراد في الدقيقة 41 عندما حول ياسين الرامي كرة عرضية برأسه ولكنها خرجت بجوار القائم الأيسر. تغير أداء الترجي مع بداية الشوط الثاني ووضحت تعليمات نبيل معلول للاعبيه بين شوطي اللقاء بضرورة تناقل الكرة بشكل أسرع وتقارب الخطوط وخاصة بين الوسط والهجوم وبالفعل امتلك اللاعبون الكرة في منطقة المناورات دون خطورة علي مرمي نادر المياجري حارس الوداد. شهدت الدقيقة التاسعة اشتباكات خفيفة بين لاعبي الفريقين نتيجة الخشونة الزائدة من خالد القربي لاعب الترجي سرعان ما انتهت سريعا وينحصر اللعب وسط الملعب دون خطورة علي المرميين وقدم الفريقان أسوأ أداء لهما في البطولة. تذكر دوكاستيل المدير الفني للوداد أن لديه بدلاء يجب استغلالهم قبل لقاء العودة فيدفع في الدقيقة 20 بزيدوين بدلاً من ياسين الرامي ولكن السيطرة تستمر للترجي وتتوالي الركنيات للترجي ولكن دون خطورة.. وفي الدقيقة 30 يجري المدير الفني للوداد التغيير الثاني بنزول يوسف القديوي بدلاً من ياسين لكحل وينجح بالفعل في تنشيط هجوم الوداد وهو ما جعل نبيل معلول مدرب الترجي يدفع بأسامة الدراجي لتنشيط هجومه بدلا من يوسف المساكني ولكن الأداء لم يرتق للأسماء التي تم الدفع بها. كاد الترجي يحقق الفوز قبل نهاية اللقاء بدقيقتين عندما تصدي خليل شمام لركلة حرة مباشرة خارج منطقة جزاء الوداد ويسددها صاروخية أرضية علي يسار الحارس نادر المياجري الذي يحولها بصعوبة بأطراف أصابعه إلي ركنية يلعبها بوعزي ويقابلها وليد الهشري برأسه لتمر بجوار القائم الأيسر لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين.