ماذا ستفعل إسرائيل لو وصل التيار الإسلامي إلي الحكم في دول ثورات الربيع العربي؟ وهل ستصبح هذه الثورات ربيعاً علي إسرائيل كما هي علي شعوبها التي بدأت تستنشق نسيم الحرية؟! أم ستكون خريفاً محملاً بالأتربة وشتاء ملبدا بالضباب الأسود؟! وهل ستتعاون تل أبيب مع هذه الأنظمة الثورية الجديدة؟! أم ستكون حرباً غير معلنة ضد الإسلام والإسلاميين؟! يبدو أن إسرائيل لن تستطيع إخفاء مواقفها واتجهاتها العدائية ضد التيار الإسلامي وهذا يظهر جلياً من تصريح رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو والذي حذر فيه من وصول الإسلاميين إلي الحكم في تونس وهي البلد العربي الذي يبعد عنها آلاف الأميال ولا توجد بينهما أي حدود مشتركة مثل سوريا أو مصر.. حيث أكد نتنياهو أنه حريص علي بروز ديمقراطي منافس للإسلاميين في تونس ولهذا دعا إلي تأسيس صندوق دولي لدعم أي تيار يكون خصماً للتيار الإسلامي وقد أطلق علي هذا التيار المعادي للإسلاميين "ذوي التوجهات الليبرالية" والغريب أنه أطلق علي هذه الخطة اسم "خطة مرشال" تشبيهاً بالخطة التي نفذتها أمريكا في أعقاب الحرب العالمية الثانية لدعم أوروبا كما أنه أرسل مساعد مستشاره للأمن القومي إلي واشنطن لبحث هذه الخطة مع قادة الكونجرس الأمريكي. فهل يفيق أبناء الوطن العربي سواء كانوا إسلاميين أو غير ذلك من التيارات الأخري من هذا المخطط الذي تنوي إسرائيل تنفيذه.. وهل نتعلم جميعاً ونستخلص العبر مما فعلته أمريكا في التصويت ضد قرار حصول فلسطين علي العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو حتي أن نمرود بركان سفير إسرائيل في اليونسكو قال أن الدولة العبرية ستنضم إلي أمريكا في سحب تمويلها للمنظمة والذي يبلغ 22% من ميزانية المنظمة. للأسف.. أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة لا يمكن تداولها في الوطن العربي وهما يتلاعبان بنا نحن العرب وينتظران منا معاملة كلها حب وتعاون وإخلاص!! وإذا كان الأمريكان واليهود يريدون "أحد" أبيض فعليهم تقديم "سبت" غير أسود.