في إطار العلاقات الثقافية بين مصر واليونان قدم فريق "آن خورديس" اليوناني موسيقي تراثية تمزج بين موسيقي القدماء والموسيقي المعاصرة المستلهمة منها وذلك علي المسرح الصغير بالاوبرا. عكست الموسيقي التي قدمها الفريق روح موسيقي وتراث شعوب دول البحر المتوسط المتقاربة فكرا وتاريخا. الفريق قدم حتي الآن أكثر من 400 حفلة في معظم قاعات العالم الموسيقية الشهيرة مثل قاعة "جريس راديني روجرز" بمتحف الميتروبوليتان للفنون وقصر "بوزار" ببروكسل وقاعة "جاشتايج" بميونخ وسان مارك بفنيسيا وقاعة "بارسيل" بلندن وقاعة الحفلات بهونج كونج كما سبق له زيارة مصر وتقديم حفلة بمكتبة الاسكندرية والفريق جزء مستقل من المنظمة الثقافية "آن خورديس" ومقرها في مدينة "سالونيك" باليونان. يتكون الفريق من مطرب وأربعة عازفين للكمان والايقاع والقانون ويترأسهم عازف العود "كرياكوس كالاينزيديس" وهو مؤلف موسيقي ومخرج فني وأحد مؤسسي الفرقة ويعد من أهم الباحثين في مجال موسيقي ما بعد البيزنطية ونال استحسان النقاد عن مؤلفاته وأعماله الموسيقية التي قدمها للمسرح والسينما.. من آخر مؤلفاته رحلا ماركو بولو الموسيقية والتي قدمها في هونج كونج وتم تكريمه عنها من قبل مهرجان الطريق الحريري للموسيقي.. ورغم انه يعيد الاعمال القديمة ويبث فيها الحياة بعد ان كانت مجرد نصوص ومدونات في الاديرة والكنائس إلا انه أيضايمثل حداثة ذات جذور حيث شاهدنا له 3 ألحان معاصرة توضح رؤيته وموهبته فقدم لنا مقطوعات تحمل تعبيرا وتجربة فنية وإنسانية وهي "رقصة نيويورك" و "المغترب" و "يجري منطلقا بالفرس" كما امتعنا طوال الحفل بعزف منفرد متميز علي آلة العود تؤكد فهمه ودراسته الدقيقة لهذهه الآله.. شاركه في إبداع المقطوعات المعاصرة عازف القانون بالمجموعة "الكيس زوبوجلو" لذي قدم مقطوعة بعنوان "الليل" كان فيها فرصة كبيرة لبيان مهارته في العزف المنفرد علي آلة القانون والتي أيضا شاركت في كل فقرات الحفل وكان لها دورا بارزا ورئيسيا. سبق هذه المقطوعات المعاصرة الحان ومقطوعات موسيقية من التراث بدأت باغنية بعنوان "بلبل الشرق" مأخوذة من مخطوطة يونانية كتبت عام 1203 وعثر عليها في دير "أيفيرون" كما تم تقديم أغاني بعنوان "تمنيت ولازلت أتمني" من مقتنيات مكتبة بيناديوس ودير دوشيياريو.. بالاضافة إلي أغاني ومقطوعات مأخوذة من القسطنطينية والتي تشعر معها أنك تستمع إلي أغاني عبده الحامولي ومحمد عثمن وقد برع في كثير من هذه المقطوعات الموسيقية والاغاني عازف الكمان كرياكوس بتراس. أما الغناء فكان من نصيب دروسوس كوتسوكوستاسي والذي يمتلك صوتا عريضا وقادر علي الانتقال السلس بين المقامات والتلوين وساعده علي ذلك الايقاع المتميز للعازف "بييتروس باباجيو". التراث المصري مفاجأة الحفل كانت الانتقال إلي قسم خاص بالتراث المصري لنستمع إلي ألحان سيد درويش والسنباطي بصوت نجمة فرقة التراث وإحدي تلميذات ذويرة المطربة عزة نصر والتي شارك بالعزف معها عازف الناي محمود كمال وعازف الرق أسامة عبدالمقصود واستمعنا منها إلي مجموعة من التراث منها موشح "منيتي عز اصطباري" من مقام نهاوند وموشح "يا شادي الالحان" والاثنان من روائع خالد الذكر ومن الحان السنباطي أبدعت في "علي بلد المحبوب". سهرة يونانية مصرية رائعة وقف في ختامها الفنانون من البلدين حيث حياهما الجمهور.