تصاعدت حدة وتيرة الصراع بين قدامي النزلاء الأيتام بجمعية العروة الوثقي لرعاية الأيتام وبين مجلس إدارة الجمعية بعدما احتج النزلاء الأيتام علي ما وصفوه بسرقة حقوقهم والتعنت تجاه من يطالب بحقهم مطالبين بضرورة مساعدتهم في استقرارهم وبناء حياة خالية من المخدرات وبعيداً عن المجهول والمبيت في الشوارع. اشتكي البعض من ان مجلس إدارة الجمعية يحضر بلطجية لقدامي النزلاء لضربهم وطردهم خارج المأوي. فيما لجأ الطرف الآخر لإبلاغ الشرطة والجيش بأن النزلاء من الشباب يتعدون علي النزيلات من البنات وقاموا باغتصاب عدد منهم. كل ذلك يحدث علي حساب 55 طفلا وطفلة لا ذنب لهم إلا أنهم وجدوا أنفسهم داخل مبني الجمعية بعد ان فقدوا أحد والديهم أو كلهما أو لانفصال أبويهما وإلقائهم في الشارع. انتقلت "المساء" إلي مبني جمعية العروة الوثقي لرعاية الأيتام في منطقة الأزاريطة وسط الاسكندرية والمكون من ثلاثة طوابق ويبلغ اجمالي مساحة الجمعية أكثر من 7 أفدنة تعتبر من أغلي مناطق الاسكندرية من حيث القيمة الشرائية للمتر. قال محمود عادل أحد النزلاء القدامي ويعمل طباخاً في الجمعية التحقت بالدار وأنا عمري 4 سنوات بعد وفاة الأب وبعد وصولي لسن 18 عاماً وفي ظل عدم وجود مأوي لنا بالخارج التحقت بعمل الطباخين بالجمعية مقابل 200 جنيه في الشهر وبعد طول عناء تم تسليمي شقة بمدينة مبارك مساكن طلعت مصطفي وبحسن نية وقعت علي العقد الذي ينص علي ان الشقة وفرتها وزارة التضامن للأبناء الذين تخرجوا من الجمعية بعد عدم استطاعتهم الحصول علي مأوي والانصهار في نسيج المجتمع وهي هبة وتبرع منها. فوجئت بمطالبتي بمبلغ 24 ألف جنيه قيمة أقساط الشقة في حين ان اجمالي مبلغها 18 ألف جنيه فقط فكيف يطالبوننا بهذا المبلغ والعقد مكتوب فيه بدون مقابل؟ فمن المسئول عن ضياع أموال الجمعية التي تتلقي تبرعات بالملايين من الأعمال الخيرية للأفراد والمؤسسات؟ أضاف محمود علي - 30 سنة - عند التحاقي بالجمعية وأنا عمري سنة واحدة بعد وفاة والدي كانت تقوم بالانفاق عليَّ متبرعة وساعدتني للالتحاق بالجامعة العمالية حتي حصولي علي بكالوريوس رقابة جودة بعدها بلغت سن 18 عاماً السن القانوني للجمعية عملت في الأمن والحراسة ليل نهار واستعنت بمبلغ مالي من المتبرعة وتزوجت من ايمان زميلتي في الدار وهي يتيمة الأب والأم في غرفة ايجار بعد ان تخلت عني الجمعية في توفير سكن مناسب لي. وأنا أعول طفلين ومنذ دخولي الجمعية عام 88 حتي 2005 حصلت علي دفتر توفير بمبلغ 1600 جنيه أواجه به الحياة. اتهم محمود مجلس إدارة الجمعية بسرقة أموال التبرعات حتي أتوبيس الجمعية باعوه لدرجة ان الاطفال تركب المواصلات يومياً مما يعرض حياتهم للخطر لانه ليس لهم أهل يتابعونهم وتسبب ذلك في مصرع الطفل أحمد عطية 9 سنوات وهو في طريق العودة من المدرسة أمام باب المبني في حادث سيارة. وكذلك عدم العناية بهم وإعطائهم مصروف 9 جنيهات في الأسبوع للذهاب والاياب يومياً لمدارسهم في منطقة كوم الدكة. أشار وليد عامر - 15 سنة - بالصف الثاني الاعدادي إلي انه لا توجد أدني متابعة لهم في المدارس. محمود عبدالعزيز - 22 سنة - حاصل علي دبلوم صنايع وهو المتكفل بأطفال الدار يقول: ان الأطفال يعشقونه ويعتبرونه مثل والدهم وأشار إلي انه دخل الدار وعمره 9 سنوات بعد وفاة والدته ولكون والده عاجزاً بعد حادث سيارة ولعدم وجود مأوي أدخله الجمعية وكان ينام علي رصيف مبني الجمعية كل يوم ليتابعه وفي أحد الأيام أثناء عبوره الطريق لقي مصرعه في حادث سيارة أمام باب الجمعية. أشار محمود إلي ان الجمعية أصبح حالها يرثي له من عدم الاهتمام وخاصة الاطفال فنحن الآن علي أعتاب دخول فصل الشتاء ولا توجد بطاطين أو ملابس شتوية وسوء حالة الأطفال الصحية ومنذ فترة توفي الطفل أحمد عوض بعد دخول مسمار صلب في قدمه وأصيب بالتيتانوس لعدم رعايته ونتج عنه غرغرينة في ساقه وتوفي وكذلك الطفل أشرف علي رجب عمره 11 سنة في الصف الخامس الابتدائي عنده اللوز ونتج عنها صديد علي القلب ولولا إرادة الله ووجود أصحاب القلوب الرحيمة الذين اصطحبوه إلي مستشفي لما تم انقاذه فقد أجروا له العملية وهو الآن يعاني من حالة هزال وضعف شديد بأن الورش الملحقة بمبني الجمعية مثل ورشة السباكة والنجارة والألوميتال أصبحت خرابات تسكن بها الفئران ولا توجد أنشطة رياضية. قال محمد حنفي - 15 سنة - والدي سافر بعد انفصاله عن والدتي والتحقت بجمعية العروة الوثقي لأواصل حياة الشقاء. فحتي الآن لم يتم دفع مصاريف المدرسة وقيدي في المرحلة الجديدة وهي الصف الأول في التعليم المهني وكذلك محمد علي سعيد - 19 سنة - يعاني من انيميا في الدم ومرض التينيا وهو في الصف الثاني الثانوي التجاري لم تدفع له المصاريف حتي الآن. محمود عادل أشار إلي ان الطعام غير صالح للاستهلاك الآدمي فمجلس إدارة الجمعية أسند الأكل لمتعهد لا يراعي الله فيهم فالمكرونة بالسوس والحشرات والفراخ مملوءة دم وكذلك اللحوم رائحتها كريهة والسمك فاسد بالرغم من ان الجمعية تصرف التموين وأموالا من المتبرعين تذهب هباء. محمد صبحي - 19 سنة - مصاب بجرح طعني في الصدر قال: أثناء سيري في الشارع أشهر بلطجي السلاح في وجهي وهددني بعدم الوقوف أمام مجلس الإدارة حيث أمتلك مستندات تدينهم قدمت البعض منها أمام نيابة الأموال العامة ليتم التحقيق فيها فحدثت مشادة كلامية بيني وبين البلطجي وقام بضربي بمطواة أحدثت 15 غرزة وحررت المحضر رقم 2011 جنح باب شرق. أشار إلي ان الجمعية لها أملاك كثيرة في الخارج وهبات ووقف عيني في أماكن علي البحر وأن مجلس الإدارة يدير المكان من الخارج بالبلطجية ويقوم بتزوير الأوراق الرسمية التي تخص شقق النزلاء وكذلك خصم الأموال المتراكمة التي يتبرع بها المتبرعون للأيتام. أضاف بأن مجلس الإدارة انفق 2 مليون جنيه علي ترميم مبني الجمعية علي الورق فقط في حين ان المبني يعاني من الاهمال مما يهدده بالانهيار فوق رؤوسنا. ذكرت فتاة نزيلة في الدار رفضت ذكر اسمها.. بأن قدامي النزلاء يقومون بتعاطي المخدرات داخل الجمعية ويتناولون الأقراص المخدرة ويقومون باصطحاب فتيات ليل في غرف المبني المهجورة في ظل عدم وجود أي مسئول بالجمعية ووجود الفتيات بجوار الشباب في ظل هذا الوضع هو بمثابة النار بجوار البنزين خاصة ان الإدارة تريد الانتقام من النزلاء بمباركة هذا الوضع للتشهير بهم وبيان انهم علي حق. ناشد نزلاء جمعية العروة الوثقي لرعاية الأيتام وزير التضامن بسرعة التدخل وانقاذهم من هذا الوضع المأساوي.