تحولت الشماريخ التي تطلقها جماهير الكرة في الملاعب ابتهاجا بفوز فرقها إلي حالة خطيرة دعت إلي تدخل حكومي وأمني لإيقاف هذه الظاهرة ورفعت حالة الطوارئ في اتحاد الكرة لبحث كيفية القضاء علي تلك الآفة التي ابتليت بها ملاعبنا. وفي المقابل أعلنت الجماهير تحديها لأي خطوة توقف تصرفاتهم أو تمنعهم من حضور المباريات التي تقام بدون جماهير.. ودعوني أعرض الأحداث والتحركات التي جرت بالأمس ثم أطرح بعض الحلول لعلها تجد مكانها للتنفيذ للتخلص من تلك الظاهرة وليعود الهدوء إلي مدرجات الملاعب. بداية فإن تفاقم الأحداث وإطلاق الشماريخ دعا كلا من منصور العيسوي وزير الداخلية وأسامة هيكل وزير الإعلام إلي حضور اجتماع مجلس إدارة اتحاد الكرة غدا الثلاثاء والذي ينظر فيه إلي كيفية مواجهة الظاهرة بتعديل بعض قرارات لجنة المسابقات وايجاد حل بديل من الغرامات المالية ونقل المباريات وإقامتها بدون جماهير وهو ما اعترضت علي الأندية الأمر الذي يهدد باستمرار مباريات مسابقة الدوري العام خاصة بعد القرارات التي أصدرتها اللجنة أمس بمجموعة من الغرامات المالية علي الأندية بمبالغ تتراوح بين ال 30 و40 ألف جنيه وإيقاف مدربين ولاعبين. وعلي الجانب الآخر أعلنت جماهير الالتراس الأهلاوي والوايت نايتس الزملكاوي التضامن والتحالف لمواجهة قرارات اتحاد الكرة معربة عن غضبها وتحديها لحرمانها من التواجد في المباريات بعد ان وصفت تلك القرارات بالتعسفية والظالمة وأعلنت عن دخولها في تحد جديد لقرارات لجنة المسابقات وأكدوا حضورهم بالقوة لمباراة الزمالك واتحاد الشرطة التي تقام غدا والضرب بقرارات عامر حسين عرض الحائط. والمعروف ان الأهلي أيضا سوف يواجه الداخلية والإسماعيلي بدون جماهير تبعا لذات القرارات. وأمام تطور الأحداث بهذه الصورة والخوف من تحولها إلي حالة غضب قد يصل إلي الشارع في مصر فإنه بات من المحتمل والضروري ان يكون هناك حل نهائي وجذري لهذه الظاهرة الوافدة إلي مصر. واتصور ان حل العنف وزيادة العقوبات لن يأتي بالنتيجة المرجوة أو إيقاف هذه الظاهرة التي يري شباب الجماهير انها لا تؤذي أحدا وانها أحد أنواع الفرحة والاحتفال بفوز فريقها في حين ان الأمر الواقع بإنها ظاهرة خطيرة تهدد المواقع التي تقام بها وتهدد المتواجدين وكذلك حرمان مجموعة كبيرة من الجماهير من حضور المباريات إلي الملاعب بهذه الطريقة ويعتبرها الأمن ترويعا للجماهير. لذا فاتصور ان أفضل حل هو التفاوض مع زعماء وقادة روابط الجماهير وحضورهم لاجتماع اتحاد الكرة مع مجموعة من الخبراء والإعلام والمسئولين عن الأمن ليكون الحوار هو الطريقة المثلي لإيقاف هذه الظاهرة مع طرح فكرة مسابقة الجماهير الأفضل ومنحهم مكافآت من اتحاد الكرة للفائز في نهاية كل أسبوع كروي. كل ذلك مع عدم إغفال زيادة التواجد الأمني في المدرجات دون الدخول في مواجهات مباشرة مع الجماهير وزيادة عمليات التفتيش عند الدخول ولا يمنع بعد ذلك من القبض علي رءوس تلك الروابط إذا تمسكوا بإطلاق الشماريخ ومحاكمتهم ليكونوا عبرة لمن يخرج عن النص بعد إصدار قرارات أمنية بذلك ولكن في ذات الوقت أرفض فكرة إقامة المباريات بدون جماهير وكذلك حرمان الجماهير من خارج الملعب من مشاهدة المباريات عبر التليفزيون بعد ان أصبح ذلك حقا شعبيا لا يجب الاقتراب منه.