بدأت أسيوط تنفض الغبار عن كنزها المدفون ومحطاتها الاربع التي شهدت مسار رحلة العائلة المقدسة إلي مصر.. شجرة مريم بقرية ديروط الشريف شمالي اسيوط.. وقرية مير ثم أول كنيسة في مصر بدير المحرق التابعتان لمركز القوصية.. وأخيرا نقطة انطلاق رحلة العودة بقرية درنكة جنوب مدينة اسيوط حيث الدير الشهير المقام في حضن الجبل مطلا علي النهر والميناء القديم.. تاريخ عريق يعود من جديد مع النداء الذي اطلقه بابا الفاتيكان بالاحياء السياحي لمسار رحلة العائلة المقدسة إلي مصر. كان المهندس ياسر الدسوقي محافظ اسيوط قد شهد حفل افتتاح تطوير كنيسة الاقباط الكاثوليك بقرية درنكة ومغارة سيدة الانتقال التي تضم بانوراما للرحلة المقدسة.. حيث شهد الاحتفال السفير برونو موزارو سفير دولة الفاتيكان في القاهرة والانبا ابراهيم اسحاق بطريرك الاقباط الكاثوليك.. بحضور اللواء اركان حرب توفيق خالد سعيد قائد المنطقة الجنوبية العسكرية واللواء جمال شكر مدير أمن اسيوط والدكتور أحمد عبده جعيص رئيس جامعة أسيوط واللواء حاتم رياض مفتش مباحث الامن الوطني بالمحافظة والانبا كيرلس وليم مطران الاقباط الكاثوليك بأسيوط والدكتور عبدالناصر نسيم وكيل وزارة الاوقاف. تم خلال الاحتفال عرض لفيلم تسجيلي عن تطوير مغارة ومسار رحلة العائلة المقدسة بكنيسة سيدة الانتقال بدير درنكة بالإضافة إلي بعض الفقرات الفنية والغنائية لبعض شباب الكنيسة ثم توزيع الهدايا الرمزية علي الحضور. وجه المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط الشكر لبابا الفاتيكان وللأنبا ابراهيم اسحاق علي جهود احياء وابراز قيمة رحلة عودة والعائلة المقدسة من اسيوط إلي فلسطين قائلا: إن مصر ارض مباركة كلم الله فيها نبيه موسي كما جاءت العائلة المقدسة إلي مصر هربا من اضطهاد الرومان ووجدوا في مصر الامن والامان مستدلا بآية من القرآن الكريم "وادخلوا مصر إن شاء الله امنين" مختتما كلمته قائلا: إن جميع الشرائع السماوية هي مفاتيح التقدم والرقي والتنمية المستدامة التي تصبوا إليها جميعا وان الدين لله والوطن للجميع وتحيا مصر. منوها إلي اعتماد المحافظة أكثر من 25 مليون جنيه لتطوير الخدمات والطرق بمحطات مسار رحلة العائلة المقدسة بأسيوط منها أعمال الصيانة والرصف للطرق الواقعة في مسار رحلة العائلة المقدسة ورفع كفادة عدد من الطرق المؤدية إلي دير السيدة العذراء مريم "الدير المحرق" بالقوصية حيث تم انشاء طريق جديد بين قريتي "كاروت" و"مير" بالظهير الصحراوي الغربي بطول 1 كيلو متر وتبلغ تكلفته 1.5 مليون جنيه وهو يختصر المسافة من الطريق الصحراوي الغربي إلي الدير المحرق من 7 كيلو مترات إلي 1 كيلو متر فضلا عن خطة المحافظة لزيادة اعداد الوفود السياحية والزائرين للمحافظة وتوفير كل سبل الراحة لهم والذي يتجاوز أعدادهم اكثر من 5 ملايين زائر من المصريين والاجانب خلال الاحتفالات وطوال أيام العام. ومن جانبه قال السفير برونو موزارو سفير دولة الفاتيكان في القاهرة إن مصر ارض مباركة وباركها الله وان ذلك يجعلنا مسئولين في الحفاظ علي هذا التراث الانساني باعثا برسالة سلام وطمأنينة للعالم اجمع من مصر داعيا جميع اقباط العالم بالحج المقدس إلي مصر. وبدأ الانبا كيرلس وليم كلمته بعبارة "مبارك شعب مصر" وسط تصفيق حاد من الحضور موجها الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لاهتمامه باحياء مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر خاصة بعد مباركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للايقون المقدسة لمسار رحلة العائلة المقدسة بمصر مشيرا إلي أهمية مغارة ومزار مسار رحلة العائلة المقدسة بكنيسة سيدة الانتقال بدير درنكة مطالبا الاقباط بمختلف انحاء العالم بزيارة تلك الاماكن التي تباركت بزيارتها. اشار الانبا كيرلس إلي أنه تم الانتهاء من تجديدات كنيسة العذراء سيدة الانتقال بدير درنكة بأسيوط والتابعة لمطرانية الاقباط الكاثوليك والانتهاء من اعادة تجديد كنيسة المغارة والتي تم بناؤها علي الطراز الريفي الاوروبي من بداية القرن العشرين علي اطلاق كنيسة قديمة والكنيسة نفسها عبارة عن مغارة اسفل الكنيسة الكبري بالدير وتتكون من عدة غرف والتي من المرجح قضاء العائلة المقدسة بعض الساعات او الايام بها اثناء عودتها إلي فلسطين. لافتا إلي أن المغارة تحتوي علي جزء من حجر بيت السيدة العذراء مريم بالناصرة بفلسطين كما تحتوي علي حجر من مدينة أورشليم القديمة وصورة من مخطوط قديم يروي تفاصيل رحلة العائلة المقدسة بالإضافة إلي تمثال للعذراء مريم وهي نائمة بداخل المغارة مع الطفل يسوع ووضع تمثال للقديس يوسف ومريم العذراء والطفل يسوع يجسد احتمائهم داخل مصر. يقول الدكتور أحمد عوض مدير عام آثار أسيوط إن السيد المسيح وامه مريم عليهما السلام اقاما في دير المحرق بالقوصية في رحلة الهروب من الاضطهاد الروماني نحو 6 أشهر وبضع ايام حيث وجدت الامان قبل الانطلاق إلي رحلة العودة جنوبا عبر مدينة اسيوط لركوب النيل من قرية درنكة حيث توجد مغارة سيدة الانتقال التي تم اعادة افتتاحها بعد التطوير بمعرفة الكنيسة واشراف فني من هيئة الآثار المصرية.. يوضح عوض أن سيدة الانتقال تعني السيدة العذراء مريم التي قادت رحلة الانتقالات من الظلمات إلي النور.. يضيف أن المحرق في جبل قسقام يضم حاليا 5 كنائس.. تعد الاقدم في مصر كما تضم كنيسة الاحباش الاثيوبيين.. وتحتفظ بأهم حصن اثري في مصر يتمتع بكل المزايا الدفاعية رغم صغر حجمه. يقول عثمان الحسيني رئيس هيئة تنشيط السياحة بأسيوط أن الهيئة جاهزة لاستقبال الافواج السياحية من كافة انحاء العالم وأن الخريطة السياحية لمسار العائلة المقدسة إلي مصر تضم نقطتين فقط هما المحرق درنكة باعتبارهما الاهم من بين النقاط الاربع للمسار في محافظة اسيوط. مسئول رحلة العائلة المقدسة بوزارة السياحة إلي رؤية الوزارة وخطتها لتطوير محطات رحلة العائلة المقدسة والتي شملت 25 موقع بمصر بطول 3500 كيلو متر قطعتها العائلة المقدسة ذهابا وايابا مؤكدا أن هذا المسار هو ممر للتنمية الحقيقية لانه مشروع ملكيته للانسانية كافة لان ارث انساني يجب الحفاظ عليه في اطار السياحة المسئولة والسياحة المستدامة لافتا إلي اهتمام الدولة بتطوير محطات مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر من خلال 3 مراحل وتوفير جميع الخدمات لتلك المحطات للحفاظ علي هذا الارث العظيم.