من أهم الرسائل في هذا الشهر الفضيل التي يتعين علينا معرفتها والمداومة عليها القرآن الكريم فنحن نعيش في شهر القرآن فقد نزل القرآن في شهر رمضان وفيه ليلة القدر التي هي ليلة القرآن قال تعالي: "إنا أنزلناه في ليلة القدر ہ وما أدراك ما ليلة القدر ہ ليلة القدر خير من ألف شهر ہ تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ہ سلام هي حتي مطلع الفجر" "سورة القدر". هذا ويعتبر القرآن مكملاً ومتممًا للصيام فيه تتعطر أفواه الصائمين وألسنتهم وقلوبهم وللقرآن ارتباط وثيق بشهر رمضان "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو علي سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون" "سورة البقرة 185". وقد عرف النبي صلي الله عليه وسلم الدنيا كلها بالقرآن في حديث شريف حيث قال: "ألا إنها ستكون فتنة. قلت: ما المخرج يا رسول الله؟ قال: كتاب الله. فيه نبأ ما قبلكم. وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم. هو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله. ومن ابتغي الهدي في غيره أذله الله وهو حبل الله المتين. وهو الذكر الحكيم. وهو الصراط المستقيم. هو الذي لا تزيغ به الأهواء. ولا تلتبس به الألسنة. ولا يشبع به العلماء. ولا يخلق عن كثرة الرد. ولا تنقضي عجائبه. هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتي قالوا "إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلي الرشد فآمنا به" من قال به صدق ومن عمل به أجر. ومن حكم به عدل. ومن دعا إليه هدي إلي صراط مستقيم. والحرص علي تلاوة القرآن وتدبره في رمضان أمر مهم لأنه يشفع لصاحبه يوم القيامة قال صلي الله عليه وسلم "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه". وقال أيضًا: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفعان". ولك أن تتخيل أن أي تعامل مع القرآن تثاب عليه ويعطيك الله أجرا. قال صلي الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة. والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران". وقال أيضًا: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل. كما كنت ترتل في الدنيا. فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها". لك أن تتخيل تلك المنزلة التي تكون لك عند ربك عندما تلازم القرآن تلاوة وعملا فصاحب القرآن ليس الذي يقوم بالقراءة وإنما صاحب القرآن هو الذي يقرأ ويطبق ويعمل بما قرأ كما كان رسول الله ففي الحديث الشريف "سُئلت عائشة عن خلق رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت: كان خُلُقُهُ القُرآن". فاللهم زين بيوتنا وقلوبنا وألسنتنا بالقرآن واجعله لنا شفيعا يوم نلقاك. إسلام النواوي من علماء الأزهر الشريف