البلطجة الأسلوب الذي ينتهجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. سواء في التعامل مع الأوضاع الداخلية. أو في التعامل مع الدول الخارجية. في وقت تتعالي فيه الأصوات حول ضرورة محاسبة الرئيس التركي علي تلك السياسات. ولعل ما حدث في سوريا. خير دليل علي ذلك. فلم يعبأ أردوغان بالتحذيرات الدولية حول عدم التدخل في عفرين. وبدأ حملته العسكرية في شمال سوريا. مستهدفا منازل المدنيين. تحت مزاعم محاربة الأكراد. ويبدو أن حجة قتال الأكراد لم تتوقف عند سوريا. وبدأت من جديد في العراق. حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تجري عمليات في شمال العراق ضد المتمردين الأكراد الذين تعتبرهم "إرهابيين". في وقت ردت بغداد بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي ضد أي تحرك تركي في أراضيها. وقال أردوغان إن "عمليات" بدأت في سنجار لإخلاء المنطقة الجبلية من مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وذكر أردوغان في وقت لاحق أنه إن لم يخل حزب العمال الكردستاني سنجار وقنديل. حيث يوجد مقر الحزب. "سيكون حتميا بالنسبة لنا القيام بذلك شخصيا". وكان أردوغان قد لمح في الأسبوع الماضي إلي عملية عسكرية أخري قد تقوم بها قواته في "سنجار". حيث أشار إلي أنه تم إبلاغ الحكومة العراقية بضرورة تحركها لإخلاء المنطقة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني. ونقلت "فرانس برس" عن أردوغان قوله مخاطباً الحكومة العراقية: "إذا كنتم ستقومون بالعملية العسكرية فقوموا بذلك. وفي حال لم تكن لديكم القدرة علي تنفيذها. فبإمكاننا في ليلة ما دخول سنجار فجأة لتنظيفها من حزب العمال الكردستاني". وأضاف أردوغان: "أبلغنا الحكومة العراقية أنه في حال تأخرت هذه المسألة أكثر. فسيكون هناك غصن زيتون جديد هناك". في إشارة إلي العمليات التي تشنها أنقرة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا. وبالرغم من إعلان حزب العمال الكردستاني عن انسحاب قواته من "سنجار". بعد دخولها في العام 2015 لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي. فإن أردوغان يصر علي العملية العسكرية بهدف "إخلاء المنطقة الجبلية من مقاتلي حزب العمال الكردستاني" حسب تعبيره. وعلقت وزارة الدفاع العراقية علي إعلان أردوغان بقولها: "لن تقف الحكومة المركزية مكتوفة الأيدي أمام أي تدخل عسكري خارجي في العراق". وتمثل "سنجار" بالنسبة لتركيا نقطة استراتيجية مهمة. وذلك لكونها تحاذي من الجهة الشمالية الغربية الأراضي السورية التي تخضع لسيطرة مقاتلين أكراد. كما توجد قاعدة عسكرية تركية بالقرب من المدينة. وبإحكام سيطرتها علي "سنجار" ستقطع تركيا علي الأكراد الممر الواصل بين سورياوالعراق. وتشير مصادر عسكرية في شمال العراق إلي أن عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في المنطقة يبلغ نحو ألفي مقاتل.ويخوض حزب العمال الكردستاني تمردا في الأراضي التركية منذ العام 1984 أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص. وتصف أنقرة وحلفاؤها حزب العمال الكردستاني ك"منظمة إرهابية". ويأتي إعلان الرئيس التركي عن عملية "سنجار" بعد إعلان القوات التركية سيطرتها علي كامل "عفرين". عقب عملية عسكرية تسببت بحسب الأممالمتحدة بفرار نحو 170 ألف شخص من المدينة.