تسلمت محكمة استئناف القاهرة من نيابة أمن الدولة العليا أوراق القضية المتهم فيها 30 إرهابياً لتشكيلهم جماعة إرهابية تعتنق الأفكار التكفيرية لتنظيم داعش الارهابي تمهيداً لتحديد دائرة من دوائر الإرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بالقاهرة لبدء محاكمتهم أمامها. من المنتظر أن تبدأ أولي جلسات محاكمة المتهمين في القضية خلال شهر يونيو المقبل بعد اجازة عيد الفطر. حيث يواجه المتهمون عقوبات رادعة تتراوح بين الإعدام والسجن المؤبد والمشدد لمدد متفاوتة حسب لائحة الاتهام الموجهة لكل منهم. كانت النيابة قد وجهت للمتهمين الاتهامات بتمويل تلك الجماعة الارهابية بالأموال والأسلحة والمتفجرات وإمدادها بالمعلومات والملاذات الآمنة لإيواء أعضائها وارتكاب جرائم استهداف الكنائس والمواطنين المسيحيين والمنشآت الحيوية للدولة وتلقي تدريبات عسكرية بمعسكرات تنظيم داعش بسوريا وليبيا. قامت نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء المحامي العام الأول بالتحقيق في القضية في ضوء ما تسلمته من تحريات أجراها قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية الذي تمكن من تحديد أعضاء التنظيم الارهابي وأغراضه والقبض علي عناصره وذلك نفاذاً للإذن الصادر بهذا الشأن من النيابة وقبل قيامهم باستهداف احدي الكنائس بمنطقة العصافرة بمحافظة الاسكندرية التي سبق رصدها بمعرفة عناصر التنظيم. كشفت التحقيقات التي باشرها فريق المحققين بنيابة أمن الدولة العليا الذي ترأسه المستشار محمد وجيه المحامي العام الأول بالنيابة من خلال اعترافات تفصيلية أدلي بها المتهمون وفحص كاميرات المراقبة والتقارير الفنية عن تلقي الحركي نور القيادي بتنظيم داعش الارهابي تكليفاً من كوادر التنظيم بتأسيس جماعة ارهابية داخل مصر يعتنق أعضاؤها أفكار تنظيم داعش القائمة علي تكفير الحاكم وأفراد القوات المسلحة والشرطة بزعم عدم تطبيق الشريعة الإسلامية واستباحة دمائهم ودماء المواطنين المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم وتنفيذ عمليات عدائية ضدهم وضد المنشآت العامة والحيوية بغرض إسقاط الدولة والتأثير علي مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي. تبين من التحقيقات أنه نفاذاً لتلك التكليفات قام الحركي نور بتأسيس جماعة إرهابية قسمها إلي خليتين تنظيميتين ضمتا 30 متهماً وقام بإعدادهم من خلال برنامج تدريبي ارتكز علًي 3 محاور أولها فكري يقوم علي عقد لقاءات تنظيمية لتدارس الأفكار والتوجيهات التكفيرية ومطالعتها عبر المواقع الإلكترونية ومتابعة إصدارات تنظيم داعش عبر شبكة الإنترنت. ودراسة كتيبات ترسخ أفكارها. وكذا انتقاء عناصر منهم وتأهيلهم نفسياً لتنفيذ عمليات انتحارية وإقناعهم فكرياً بشرعية تلك العمليات. كما تضمن المحور الثاني والمسمي بالمحور الأمني لتشكيل الجماعة التي انضم إليها المتهمون الذي تمثل في آليات كشف المراقبة وكيفية التخفي باتخاذ اسماء حركية والتواصل فيما بينهم عبر تطبيقات اتصال مؤمنة "تيليجرام- لاين- كونفرزيشن- ثيرما". شمل المحور الثالث للتنظيم المحور العسكري بإعداد عناصر الجماعة بدنياً وعسكرياً عبر عقد دورات عسكرية بمعسكرات الجماعة داخل البلاد وخارجها لتأهيلهم ورفع قدراتهم القتالية وتدريبهم علي كيفية استخدام الأسلحة النارية وحروب العصابات والمدن والشوارع وإعداد وتصنيع العبوات والأحزمة الناسفة وكيفية استعمالها تمهيداً للقيام بعمليات عدائية داخل مصر. فضلاً عن إلحاق بعض المتهمين بمعسكرات تنظيم داعش بدولتي سوريا وليبيا لتلقي التدريبات العسكرية والاشتراك بمواقع القتال الدائر بهما. كشفت التحقيقات أن تلك الجماعة الارهابية اعتمدت في تحقيق أغراضها علي أموال ومفرقعات وملاذات آمنة لإيواء عناصرها أمدهم بها قيادي الجماعة الحركي نور وبعض المتهمين المنضمين إليها. فضلاً عن معلومات أمدها بها المتهمون كتكليفهم من الحركي نور برصد كنيسة ماكسيموس وريماسيوس الكائنة بشارع 45 بمنطقة العصافرة بمحافظة الاسكندرية وكنيسة العذراء مريم والقديس بشاي بمحافظة دمياط وكنيسة العذراء بالحي العاشر بمدينة السادس من اكتوبر ومطرانية أوسيم بمحافظة الجيزة وكنيسة مارجرجس بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة ومطار الصالحية العسكري الجديد وذلك تمهيداً لاستهدافهم بعمليات عدائية. كما أظهرت التحقيقات قيام قائد تلك الجماعة بتكليف متهمين من أعضائها أيضا باستهداف متجر باولو الكائن بمنطقة السوق القديم بمنطقة رأس البر بعبوة ناسفة. حيث تم التخطيط بأن يتم زرع العبوة الناسفة داخل المتجر وتفجيرها. علي أن يندس شخص آخر بين مشيعي مالك الحانوت مرتدياً حزاماً ناسفاً ويقوم بتفجير نفسه لإيقاع أكبر عدد من القتلي المسيحيين تنفيذاً لأغراض الجماعة الإرهابية.