نملك الحق الصريح ولا نستطيع الدفاع عنه.. ويملك خصومنا الباطل المطلق ويزينونه للناس. ويطلقونه في الآفاق كما لو كان حقائق مطلقة وحججا دامغة!! تجول بمؤشرك بين أثير قنواتهم التليفزيونية. ستدرك بغير عناء أنهم يتحدثون عن مصر أخري غير مصر التي نعيشها وتعيشنا.. مصر التي يروجونها للعالم غارقة في الظلم والدماء والعشوائية والقهر وإذا خرجت من بيتك ليلا أو نهاراً فسيتم اختطافك أو اغتيالك أو اغتصابك!! ولكي تصبغ قنوات الخصوم هذه مساحة من الموضوعية علي برامجها تصدر للمشاهد مع عتاة المتطرفين والامعات والممولين من الخارج بعض وجوه الدفاع عن الدولة.. لكنها وجوه باهتة. تبدو ضعيفة التناول والعرض لرؤيتها. ومرتعشة في مواجهة الخصوم.. ويبدو الأمر كما لو كان التشويه لوجه مصر هدفا متفقا عليه ونتيجة لابد من الوصول إليها. لكن عبر سيناريو توزيع الأدوار: بين خصوم أشداء حاسمي العداء للوطن. وآخرين مهزوزي الولاء لهذا الوطن!! هذه السياسة أو الحرب الإعلامية من الخصوم أمر مفهوم وفي الحروب تستخدم كل الأسلحة لكن غير المفهوم وغير المقبول أن نري إعلامنا نحن: بقطاعيه العام والخاص. بهذا التهافت أو التخبط أو التردد أو التواطؤ.. وإذا تجولت في قنواتنا العامة مثلا فستصاب بالصدمة الأولي من النظر في أشكال بعض المذيعين وأدائهم المرتعش ولغتهم الركيكة الحافلة بالأخطاء نحواً أو صرفاً وكلامهم الذي يبدو محفوظاً ومملاً.. ثم بعد ذلك تقدم بفقر الصورة والتغطية.. فبينما يواصل أكثر من مليون مهندس وعامل الليل بالنهار لبناء وطن جديد ودولة القرن الواحد والعشرين. وهم يبقرون بطن الأرض. ويستأنسون وحشة الصحراء. شقاً للأنفاق والطرق. ورفعاً لقواعد الكباري والعمائر والمصانع. وتمهيداً للأرض الزراعية. وعكوفاً علي الأبحاث العلمية.. يتواصل كل هذا مائة ساعة في كل أربع وعشرين ساعة. لكن الصورة في قنواتنا التليفزيونية هي نفس الصورة. واللقطة واحدة تتكرر كل يوم وكل أسبوع وكل شهر. وتتخذ وسائل إعلام الخصوم دائماً وضعية الهجوم علينا بادعاءات الحريات وحقوق الإنسان. وتقف وسائل إعلامنا منكمشة خائرة وهي تدافع عن الدولة.. لم لا تقول وسائلنا هذه وبأعلي صوت: هذه ليست حريات وليست حقوق إنسان بل مؤامرة لإسقاط مصر والوطن العربي كله.. والحريات هي أولاً حرية إرادة الوطن وقراره السياسي ومواقفه. وليست حرية أفراد مخربين ممولين في أن يدمروا بلداً يولد من جديد.. وإذا تناقضت حرية الأفراد مع حرية الوطن فلتسقط حرية الأفراد ولتسقط أكاذيب حقوق الإنسان في أن يكون عميلاً أو خصماً لوطن أو شاذاً أو متطرفاً إرهابياً!! فليسقط كل العالم إذا لم يحترم حق مصر في أن تكون قوية ومتقدمة وقائدة لوطنها العربي.